
في اول مقال لي بعد توقفي عن الكتابة التي خنقتني ذات يوم ودفعتني إلى الرحيل عن بلدي أواخر التسعينيات لأحلق في سماء الغربة حرا طليقا يعصرني الألم، هناك شعرت بأني أستحق العيش كباقي البشر وابتعدت عن المنفى الوطني الذي كاد أن يلحقني بأرصفة (النمس)كما نهون على أنفسنا بنعتهم حين نراهم..
هاجرت تاركا خلفي سحابا ردما من العطاء والرغبة في العطاء وانتهجت غير ما درست وان كان بنفس الاداة وهي القلم من صحفي إلى مصمم أزياء..
المهم أن ما دعاني للكتابة، كان ذلك الاداء الجميل لقادة بلدة صغيرة بحجم دائرة انتخابية واحدة في بلدي اليمن الذي يعج بـ301 دائرة (انتهابية) في بلدي اليتيم الذي فقد ابويه وكل ما لديه وعاش قاصرا تحت وصاية مليون امام، فبكيت تكرارا، حينما سمعت الشيخة موزة بنت ناصر حرم أمير قطر وهي تكرر كلمة.. (متى..؟) وقلبها يخفق حبا وعطاء وعيناها تشرق املاً وإرادة..
وحينما كان الشاب يستقي من كلمات امه وأدائها الرائع ومن قلب ابيه الكبير حب الارض والإنسان وحروفه تقطر شهداً وترياق يحي صحاري القلوب بلداً وأسرة حاكمة لا ينقصها شيء سوى ان تقدم لشعبها ما يطمح.وأن تعلو به ومعه ومنه وإليه..
الصورة تركت في مخيلتي بكاء الحسرة مع الغبطة لهذا الشعب والمحبة التي وجدتها في قلبي لأناس تشرفت بمحبتهم استحقاقاً لهم.. ثم بكيت عندما عادت الشيخة الانسانة وملكة النحل هي حاملة الأمل ونشوة الانتصار للإرادة، وتلخص المشوار في..... همة رفعت أمه.
كانت خطواتها على سلم الطائرة وهي تعانق ارض المحبة وعيناها جناحا طائرِ عاد إلى عشه بالظفر. وبقلب الأم وأبناؤها يقبلون رأسها واحداً تلو الآخر. تعانق احفادها بقلب حنون ونظرات حب.
يا الله ما أعظم العطاء حين يكون من القلب فيلامس شغاف القلب وما أعظمها من لحظات حين تكون البسمة بحجم الأمة واللحظة بحجم التأريخ.. أدام الله هذا البلد آمناً مطمئناً..
* كاتب وشاعر يمني





