
يتوجه اليوم نحو4 ملايين ناخب من أبناء جنوب السودان إلي صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاء تقرير المصير وفقا لاتفاق السلام الشامل الموقع عام5002 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الجنوب, الذي أنهي02 عاما من الحرب.
وتدل معظم المؤشرات علي أن نتيجة الاستفتاء, التي ستعلن بشكل مبدئي في جوبا يوم22 يناير, وبشكل نهائي في الخرطوم نهاية الشهر الحالي, تتجه إلي الموافقة علي انفصال الجنوب في دولة مستقلة.
وإذا كانت هذه النتيجة تحبط آمال وأحلام كثير من محبي السودان, فإن علينا تقبلها والتعامل معها بآفاق رحبة, خاصة أن حجم المصالح والروابط بين الشمال والجنوب ضخم للغاية, وهو ما أكده الرئيس السوداني عمر البشير.
والأهم الآن هو أن تتم عملية الاستفتاء بشكل سلس حفاظا علي تلك المصالح والروابط, وأن يتم حسم قضايا ما بعد الاستفتاء خلال الفترة الانتقالية التي تبلغ6 أشهر وتنتهي في التاسع من يوليو المقبل, وهو الموعد المحدد لإعلان دولة الجنوب, وكلها قضايا مهمة.
وعلي رأس القضايا المعلقة تبقي قضية منطقة( أبيي) المتنازع عليها هي الأخطر باعتبارها المنطقة التي تضم حقول البترول, بالإضافة إلي مشكلة ترسيم الحدود التي ترتبط هي الأخري بمشكلة تبعية بعض حقول البترول المختلف عليها بين الشمال والجنوب.
وإذا كان السودان هو المدخل الطبيعي للعرب تجاه إفريقيا, فإن الحفاظ عليه دولة وشعبا وكيانا يجب أن تكون له أولوية عربية خاصة, ولابد من إيجاد السبل اللازمة لاستمرار العلاقات القوية بين الشمال والجنوب بعد الانفصال. بالإضافة إلي المساعدة في حل المشكلات الأخري التي يعانيها السودان, ومنها مشكلة دارفور, والصراعات السياسية المحلية, وقضايا التنمية المحلية المتعثرة, وغيرها من المشكلات التي يجب الإسهام في التخفيف من حدتها, للحفاظ علي السودان الذي نريده جميعا, قبل أن يتفتت إلي عدة دويلات ويضيع إلي الأبد.




