لابد من التعجيل في استقطاب اليمن وبأي ثمن

متى يتم تفكيك إيران؟ سؤال خطير, وله تداعيات وظلال, أو بالاحرى وبدقة اكثر, عملية التفكيك هذه هي بالاصل تداعيات لاحداث وتفكيكات تسبقها, خصوصا اذا ما نظرنا بنظرة مستقبلية فيها الكثير من التشاؤم بسبب الاوضاع الاقتصادية العالمية, واذا ما علمنا ايضا, ان الولايات المتحدة في بنوكها ودائع خليجية فقط بقيمة 400 مليار من قيمة تريليون دولار ¯ ارجو المعذرة ان اخطأت في كلمة »تريليون« فهذا رقم لا نعلمه ولا نتداوله كثيرا! ¯ قيمة ودائع العالم العربي اجمع!

سألني احد شباب العائلة, وكان الحديث يتطور وتتصاعد فيه الاراء والافكار, وذلك في جمعة الاهل من يوم الجمعة بعد الغداء, في بيت الوالد (رحمه الله تعالى), واذا باحد شباب البيت يطرح هذا السؤال, مادامت المسألة تفكيكا بتفكيك, متى يتم تفكيك إيران اذا, طالما المسألة حالها من حال تفكيك »الجبرات والمظلات« مع البلدية?

كان السؤال غريبا عن بعض المتحدثين, والبعض منهم تفاجأ منه أو بسؤال من هذا النوع غير المتوقع خصوصا ونحن نتحدث طوال الفترة عن تقاطع المصالح في المنطقة بين إيران »وامرائيل« ¯ اي اميركا واسرائيل ¯ والقوى الخفية! والقوى الخفية هنا اعنى بها عزيزي القارئ الكريم, القوى الزئبقية, فهي قوى لها تقاطع مصلحي مع كل من يخطر ببالك, وهي تركب جميع انواع البحار والامواج وفي حدود المعقول المصلحي اذا جاز التعبير, وهي لديها قدرة على سرعة تغيير اتجاهها إلى اي اتجاه اخر, فهي احيانا تتشكل وتتضافر مع الفكر المخابراتي العربي, وما اغتيال الحريري عنا ببعيد, والنقيض اغتيال المقبور مغنية والشبهات التي تدور حول اغتياله فهي شبيهة تماما بالشبهات التي تحوم حول اغتيال الحريري (رحمه الله تعالى), وتارة اخرى تجد هذه القوى تحرض الشارع على الفكر المخابراتي العربي وغيره والعكس صحيح, وتارة اخرى تحرك الشارع من اجل الدين والتدين, وخصوصا الدين البدعي, باسم التسامح الديني وما شابه, واخرى تنادي بالقومية أو في فترة من الزمن دعت إلى ذلك بالفعل, وذلك لمصالحها وهكذا, فهي قوى زئبقية ترقص على كل الحبال, ومن لم يكن له منهج فكري وحياتي منطلق من الكتاب والسنة سرعان ما يدخل معهم اما بخديعة وبجهل, أو بغبش في رؤاه, أو لمصالح مادية فيجد نفسه هذا الانسان أو ذاك عبارة عن »غوييم« اي حصان في مصطلحات القوى الزئبقية.

اما تقسيم إيران وتفكيكها, سيتم ذلك بالفعل ولكن بعد ان ينتهي المتأمرون من اتمام تفكيك الاصل, والاصل هنا العالم العربي خصوصا الجزيرة العربية اذ ستعمل هذه القوى أو بالاحرى مثلث المؤامرة ! أمرائيل وإيران والقوى الخفية, على تفكيك الجزيرة إلى 10 دول على الاقل.

وبالنسبة إلى قوى المؤامرة ليس التفكيك والتقطيع الخليجي هو المهم ولكن المهم بالنسبة لها التحرك بعد التقسيم والتفكيك والعمل على انشاء دساتير تلك الدويلات والبلدان الجديدة وادارتها, وجعلها بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي والاخلاق العربية وذلك باسم الدول المدنية حسب تعابيرهم وتعابير من يتبعهم جملة وتفصيلا, وكأن الاسلام جاء للهمجية والتخلف, وكأنما هذه الدول والدساتير لا يمكن ان تكون أو لا يمكن ان تؤسس دولة المؤسسات الا اذا ابتعد اهل المنطقة عن دينهم واخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم, وهذه الدساتير كأنما اشار اليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) باسم »المثناة« وهذا رأي ممكن ان يكون صائبا ومن الممكن ان يكون خطأ في تفسيره ¯ حينما تكون الدساتير الجديدة محاربة للاسلام,ومحاربة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومحاربة لكل فكرة جهاد حق في الاسلام, ثم تدويل الحرمين.

حينها تلتفت هذه القوى إلى إيران وتقسيمها, وحينها سيكون الدور الإيراني قد انتهى مفعوله! وهنا اود ان اشير إلى دول المنطقة, وقد تحدثنا فيها وعنها سابقا, كما تحدث غيرنا فيها, اذ لابد من العمل الجاد للاندماج اكثر واكثر بين دول الخليج العربية ولابد من التعجيل في استقطاب اليمن وباي ثمن, ثانيا: هناك الكثير من الشباب المثقف, ومن هم من اهل النظر, يرون ان المجتمع السعودي تحت المجهر لتلك القوى وهو امر لا يخفى على اهل الاختصاص, وهنا نقول: يجب ان يعلم هؤلاء ان المملكة العربية السعودية, هي العمق الستراتيجي والاجتماعي والجغرافي والاسلامي للمنطقة, شاء من شاء وابى من ابى, فلذلك ارى ان هناك تركيزا على المجتمع السعودي لتشربه القيم من خلال مناهجه التربوية والمبنية على الاسلام الصحيح بمرجعيتها وبعفوية وفطرية وهذه شوكة حادة وغليظة في حلقوم واشداق مثلث المؤامرة, فلذلك تم التركيز على هذا المجتمع وبمسميات كثيرة منها ما يسمى تقدميه وتحررية! أو سمها ما شئت وكل ذلك في محاولة لتغيير نظرته للحياة, والتي هي من اقوى المعارضين فطرة ¯ الفطرة المجتمعية ¯ لتلك التقسيمات والرؤى الاجرامية التي ترتبها للمنطقة تلك الاطراف الخبيثة! ومن يدور في فلكها.

وهنا لابد ان الفت بها انتباه الاخوة في اليمن وخصوصا المجلس الانتقالي الذي رأيناه في المحطات التلفزيونية, (وكانت بينهم امرأة محجبة), حينما وقفوا واقسموا أو انشدوا النشيد الوطني وهم يضعون اكفهم على قلوبهم واحدهم وضع قبضته على قلبه! فأود ان اسأل سؤالا: لماذا هذه الحركة البغيضة لكل عربي مسلم? اما تعلمون هذه الحركة من اين اتت? فان كنتم تعلمون من اين اتت ¯ واتبعتموها فهي مصيبة وانتم ستكونون بذرة شؤم على اليمن والمنطقة, وان كنتم لا تعلمون عنها شيئا, فصدقوني من لا يعلم عن ذلك شيء فهو ليس جديرا بان يقود »ذودا« من الابل لا يقود شعبا عريقا كالشعب اليمني العربي الاصيل, فاوصيكم يا اهل اليمن, يا اهل الفطرة واهل السنة والدين والعروبة, يا اهل الحكمة والرقة, اوصيكم في اصولنا واعراقنا, فانتم الاصل منذ القدم, اوصيكم يا اعراقنا ان لا يقودنا من هو مشوش الفكر والعقيدة, مضطرب الاعراق, متفلت من دينه واخلاقياته العربية, ارجوكم فنحن وانتم جميعنا في الجزيرة العربية التي شرفت بسيد الخلق (عليه افضل الصلاة والسلام), فنحن وانتم جميعا عجينة اسمها الجزيرة العربية التي تفوح منها عطور المرؤة والرجولة وصدق الحديث والمآثر والايثار.

اخيرا إلى شباب الثورات ينبغي ان تكون لكم برامج وخطوط عريضة معالمها واضحة تستوعب الأطياف جميعها, ومن غير تنازل عن الاصول والثوابت, ويجب ان لا تترك الامور هكذا معلقة, يقتل من يقتل, وحينما يتحرك اهل الرأي من المعارضات وما شابه, تتذرون ويتذرى بكم من له مقاصد غير واضحة باسم عائم مبهم الحدود »ثورة الشباب« من هؤلاء الشباب اذا لم تكن لهم قيادات مركزية ومناهج واضحة ووضوح في الرؤى والتحرك, حينها ستكون ثورة الشباب, الظل الذي يتذرع به كل من له هوى في نفسه! انتم يا شباب الثورة, يجب ان تعلموا ذلك جيدا, فانتم عماد الاوطان, وايضا انتم حريق الاوطان ودمارها ان لم تكن لكم معالم للشارع العربي واضحة الخطوط والتفاصيل, ويجب ان تعلموا ان اصحاب الاهواء واستثمار الاوضاع »قوى المثلث المقدس«! الذي اشرنا اليه بداية, لكم بالمرصاد فان لم تنتبهوا لذلك فلا انتم اهل للحراك ولا يحزنون ايضا يجب ان تكون لكم مسطرة اسلامية وعربية واضحة ودقيقة المقاييس, تقاس عليها تحركات الغير, حتى لا يأتي كل دعي ويتهم من يشاء بما يشاء بالتسلق والخيانة, فالمسطرة هي الحكم, لا اقول »عوير وزوير واللي ما فيه خير« هذا بالكويتي, وبه اختم, واسأل الله تع إلى ان يحفظ الشباب ويحفظ الاوطان ويحفظ الدين, فالاوطان من غير دين ما هي الا طين..

* اعلامي كويتي

[email protected]

عنوان المقال: متى يتم تفكيك إيران؟