
خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من المستشفى لقضاء فترة نقاهة في العاصمة السعودية الرياض حيث عولج من محاولة اغتياله.. إلا أن الأوضاع في اليمن لا زالت على حالها فالبلد يعاني من حالة شلل سياسي واقتصادي واجتماعي بحيث توقفت معها كل مناحي الحياة أو كادت فاليمن لم يغادر بعد النفق الذي دخله منذ رفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية للخروج من الأزمة التي عصفت بالبلاد.
أخر المعلومات الواردة من اليمن تتحدث عن قبول الرئيس اليمني بالمبادرة الخليجية التي تسعى إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة في اليمن بل وذهب البعض للإعلان عن أن الرئيس اليمني أخبر حزبه والمواليين له الاستعداد للقبول بنقل السلطة إلا أن موقف الثوار اليمنيين المطالبين بالتغيير لم يتغير حيث تظاهر مئات آلاف اليمنيين من المناهضين للرئيس علي عبد الله صالح مجددا في 17 محافظة يمنية مطالبين برحيل صالح.
لا شك أن هامش المناورة بدا يضيق في وجه الرئيس اليمني الذي قاوم ضغوط إقليمية ودولية للتنحي عن السلطة فاليمن أصبحت تعيش حالة أشبه بالفوضى وسلطة الدولة غائبة عن العديد من المدن والمحافظات اليمنية والوضع الاقتصادي والأمني لليمنيين تدهور بشكل كبير بحيث أصبح مستقبل البلاد ووحدتها في خطر.
الخروج من النفق المظلم في اليمن يتمثل بسرعة وضع المبادرة الخليجية التي لقيت تأييدا إقليميا ودوليا ووقعت عليها المعارضة اليمنية موضع التنفيذ فورا فالمبادرة التي تنص على تشكيل المعارضة حكومة مصالحة واستقالة الرئيس صالح بعد شهر ثم تنظيم انتخابات رئاسية خلال ستين يوما تمثل الضوء في أخر النفق في الأزمة اليمنية التي تفاقمت بعد أن فضل الرئيس اليمني اللجوء للحل الأمني في وجه المطالبة بالإصلاح والديمقراطية وهو ما أدى إلى وقوع مئات الضحايا من المطالبين بالحرية في ميادين التحرير في المدن اليمنية كما تسبب في ارتفاع سقف المطالب الشعبية لتصل إلى مطلب تغيير النظام بعد استحال الحوار بين النظام الحاكم والشباب المحتجين.
الفرصة الآن متاحة في حال صدقت النوايا لأن يأخذ اليمنيون زمام أمورهم بأيديهم لان الفشل في هذه المرحلة الخطيرة يعني تدويل الأزمة اليمنية وهو ما يمكن أن يفتح الباب على حلول لا يرضاها الشعب اليمني.




