نفسيات حكام الشتاء العربي !

1

بعض الأقطار العربية مرت من فصل الربيع العربي كما اعتدنا أن نسميه ، إلى فصل الشتاء العربي للثورات . تساقط أربعة حكام في شتائنا هذا ، وما زالت بعضها في ربيعها ؛ والبعض في صيفها حين تتخمر الأشياء !

سقطت في شتاء مصر ورقة مبارك ؛ وفي شتاء ليبيا القذافي ؛ وفي شتاء تونس بن علي ؛ وفي شتاء اليمن علي . وتساقط معهم كثيرون . وفي الخريف ستأخذ الريح ما بقي منهم !

إلا أن ذلك ليس هو ما يدور في خاطري .

الذي يدور في خاطري هو سايكلوجية هؤلاء الحكام . هم في الأصل كانوا في حالة إنفصام تامة عن شعوبهم ومواقعهم وواقعهم . وتلك إحدى سلبيات النظام الديكتاتوري الذي أخذت صورا عدة في الحالات الأربع المذكورة وإن إختلفت في بعض التفاصيل في الإخراج الأخير !..

2

يقول علماء النفس أَنَّ مثل أؤلئك الحكام يعانون من حالة شديدة من حالات الشك بالواقع وبكل شيء . ولذلك نرى كيف أَنَّ علي في لحظة من اللحظات طرح فكرة النظرية التآمرية ضده من غرفة في تل أبيب ! وكيف كان يرى أن من خرجوا ينادون بسقوطه هم مجرد أحزاب اللقاء المشترك . وكيف كان يرى آلاف السبعين هي ملايين الشعب .

وهم في حالة قاسية من رفض الواقع يصور له الوهم القابع في وجه البركاني ، وفي لقف الجندي ، وفي عصا أحمد ، وفي أمن يحي المركزي ، وفي سراديب أمن عمار السياسي ؛ يصور له ذلك الوهم أن بلاطجته المدفوعين هم الشعب اليمني الذي يمثل الشرعية التي كان يهلل بها كلما جمعتهم الفلوس في كل جمعة في فاتيكان السبعين . وتلك بعض الصور لحالة الشك التي كان يعيشها .

3

... وهو في مسجد السبعين ما زال يتوهم أنه الحاكم بأمر الله . فقد خرج في يوم غير بعيد في عرس لأحدهم يتبعه أكثر من ثلاثين ألفاً من جنود الخليفة وبلاطجته ؛ حتى خُيَّل إلي أنه تيمورلنك !..

إن حالة النرجسية التي سيطرت عليه تجعله يبالغ في تقدير شخصه وحب ذاته حتى لَيُصَوَّر له أنه صنماً قرشيا يعبد ويطوف به البلاطجة والمطبلين والمزمرين . ولهذا لا تجد الغرابة والدهشة في نفسك حين يطلع عليك الجندي في تصريح حول الزعيم يمجده ويقدسه ويعظم من شأنه !

4

... ولو لم يكن كذلك كان يمكن أنْ يعفيَ نفسه ، وتاريخه اللحظات التي لم يكن يتصورها أن تكون حقيقة ! .. وإرتعاشةُ كلماته ، وهو يودِّع ما لا يريد أنْ يودعه ويتركه .. أكبر دليل لإنسان ذليل .

عَشِقَ السُّلْطةَ حتى أَعْمَتْهُ ؛ فبدا ضريراً ، يَجُرُّ ضريرةً ؛ فكانت هذه الإرتعاشات ، واللجلجات التي بدتْ واضحةً للجميع ، ولم يستطع إخفاءها . حاولَ أنْ يخفيَ أشياءَ كثيرة ، ولكنها أَبَتَهُ إلا ظهورها كالشمس .

5

كانَ بإمكانه أنْ يبقَ قرناً كاملاً ، أذا عرف أنَّ الجوعَ ، والخوفَ ، هما مدارُ حياة التاريخ والبشر والأرض . لو كان سرقَ 10٪ وترك للناس 90٪ من الدخل القومي والمعونات التي قدمت للشعب في مدى ثلثِ قرن . كان بالإمكان أن نقبل تلك العشرة في المأة عمولة إدارة البلاد . وكان يمكن أن نغضَّ الطرف عن الأسباب التي تدفعنا لذلك . لكنه آثرَ إلا أنْ يسرق التسعين وأنْ يوزع العشرة على بطانته وبذاءته .. فكان ما كان . والشعب يلعن أبوه .

6

.. كان بالإمكان أنْ يزرعَ الحبَّ بدلَ الحرب ، والعدلَ بدلَ القتل ؛ وما زالَ يستقرُّ في نفسه الماضي المحبوسُ للإنتقام ، والقابضُ على الزِّناد . لم أعُدْ أدري مِنْ أينَ آتيه !

ولو كانت نيَّتهُ حسنة لَسَمَّى الأشياءَ بأسمائها . الفروق بين الأزمة ، والثورة كثيرة ؛ لعَلَّ أكبرها هو أَنَّ الأزمةَ لا يصاحبها قتل ؛ وهو يعرف تماماً مَنْ قُتِلَ وتحت سمعه ، وبصره . وما زالَ يردد في خطابه الأخير " أزمة .. " لأكثر من ثلاث ! ولهذا قلتُ أنهُ لا يحملُ في قلبه نوايا حسنة . ولن يكبر !

7

توقيعات :

- إلى الرئيس الشرعي للبلاد هادي ؛

( .. أن اللهَ جعل الإمامَ العادل قِوامَ كلَّ مائلٍ، وقَصْدَ كلَّ جائرٍ، وصلاحَ كلَّ فاسدٍ، وقُوَّةَ كل َّ ضعيفٍ، ونِصْفَةَ كلِّ مظلومٍ ) . الحسن البصري لعمرَ بن عبدالعزيز .

( .. والإمامُ العادلُ - يا أميرَ المؤمنين - كالراعي الشفيقِ على إبلِهِ الرفيق بها الذي يرتادُ لها أطْيبَ المرعى، ويذودهُا عن مراتع الهَلَكة، ويحميها من السِّباع ِ ) . الحسن البصري لعُمرَ بن عبدالعزيز .

كتبَ عمرُ بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى ، وهو بالبصرة : " لا تؤجلْ عملَ اليومِ إلى الغد ؛ فتزدحم عليك الأعمالُ ؛ فتضيع "!

( .. وأحَبُّ الناسِ إلي من رفع إلي عيوبي ) عمر ابن الخطاب .

- إلى أحمد وطارق ويحي وعمار :

( تعلموا المهنة فإنه يوشك أحدكم أن يحتاج إلى مهنة )

( إنْ كانَ الشُّغلُ محمدة ؛ فإنَّ الفراغَ مفسدة )

و ( .. مَنْ عرَّضَ نفسه للتهمة ، فلا يلومَنَّ مَنْ أساءَ الظَنَّ به )

و ( .. أحذركم عاقبةَ الفراغ ؛ فإنهُ أجمعُ الأبوابِ المكروهة من السُّكْر ) - عمر إبن الخطاب .

8

.. سأل تيمورلنك جحا يوماً فقال :

" تعرف يا جحا أن الخلفاء قد تسموا بألقاب مثل المعتصم بالله ، والقادر بالله ، والمعتضد بالله . فاختر لي لقباً أتوجه نفسي "

فقال جحا بالتَّو :

" أعوذ بالله "!!

ولقد كان جحا محقاً في ذلك ؛ فهو عالم النفس الأول في تاريخ السياسة العربية في شتائنا هذا !

ثانياً :

الحوار ..

البداية العاقلة ، أو النهاية القاتلة !

1

إذا حسنت النوايا ؛ فإِنَّ اليمن سَيتَّسِعُ للجميع . وإذا ساءتْ النوايا ؛ فإِنَّ اليمن سَيَتَّسِخُ بالجميع . ولن يُستثنى أحد . وتلك البداية والنهاية والخلاصة !..

.. والخُرْجُ مثقلٌ بالأسفار ، والملفَّات ، ولم يبقَ إلا أنْ نفتحَ الحوارَ الصادق ، بين جميع الجالسين على الطاولة . ولربما كان هذا هو الإنتصار الحقيقي للثورة وإنجازها الفريد والجميل ؛ وهل هناك أعظم إنتصاراً من أن يترك الجميع كهوفهم ، ويخرجوا بمشاريعهم - أياً كانت - إلى النور ، والصباح ، والهواء ؛ وأنْ تُدار حوارات الرؤوس ، لا زُبَر الفؤوس !

2

تعبنا

وتعبَ الناسُ من الحروب

وأنهكهم الهروب ..

وباعدتهم الدروب من الخوف ، والقتل !

وإني أخاف أن ألمح واحدةً قادمةً .

والوطنُ على حافة الإنتحار ، مع تساقط قطع الشطرنج ، وأحجار الدومنو ، للنظام المتهالك الذي إستهلك كلَّ شيءٍ ؛ حتى أحلامنا !.. فماذا بقيَ بعد نهاية اليوم لأحدٍ من المفترقين ، إلا أنْ ينتهوا كالأحجار في مدرب سيلٍ بليل بهيم !

... أَنَّ الحوارَ ، وحده ، المزمع الشروع به عن قريب ، هو أخر الأخماس ، والأسداس ، والأثمان ، التي يجب أن نقلَّبها بين أيدينا ؛ حتى نستطيع أن نخرج من النفق ، ونبتعد به عن حافة الانهيار والإنتحار ولو مسافات حتى نستعيدَ النَّفَسَ ، والعقل ، ولو شيئاً قليلا .

3

... وعلى الجميع أن يُعِدُّوا أنفسهم ، وأوراقهم ، ومشاريعهم ؛ مهما تكن ؛ فإنَّ الحمارَ قد خرجَ إلى السُّوق ، وعرفَ الناسُ ما بِخُرْجِهِ من الأسفارِ والكتبِ ، والرسائلِ ، والمشاريع . وأخص هنا الحراك الجنوبي ، الذي يجب أن يتوحدَ ؛ فيهيأَ لنفسه ، مظلةً تجمعه ، لطرحِ مشروعه أياً كان . وعلى كل ائتلافات الثورة ، العبور فوق الخلافات ، والصغائر ، في السعي السريع لتشكيل جسر ، يمرون عبره ، لإكمال رؤيتهم في الدولة ، التي حلموا بها ، وضحوا من أجلها بالشهداء ، والجرحى ، والمعاقين ، مارين بمشروعهم الثوري إلى كراسيهم في طاولة الرؤوس المستديرة ، التي لا تقصي فكراً ، ولا تحبس رؤيةً ، أو تعتقل حراً صادقاً . وتلك الفرصة المتاحة لنا جميعا ؛ وهو خيارنا الباقي الوحيد للبقاء والبناء . ومن هناك سيبدأ التاريخ ، أو ينتهي ، لليمن الجديد . فلا تتركوا سيلاً عرماً ثانياً تفرقكم إنحداراته - وقد أوشك أنْ يفعل !..

4

والواقفُ من شُرفة عتباتِ الدور العالي الأخير في لحن الأغنية الأخيرة ، يلحظ بشكل كامل ، وواضح ، مساحة الإنتصار الضيقة في قمة النغمة ؛ ومساحة الإنتحار الواسعة في قاع النغمة ؛ فيما لو جهل الجالسون حجم المأساة والكارثة القادمة - لا محالة - إذا داروا في نفس الدائرة التي تبحث عن البيضة ، أو الدجاجة ؛ وإيهما يسبق الآخر . والحوار القادم هو حوار الجميع ؛ لا سلطان عليهم فيهم سوى أن يطرح كلٌّ مشروعه دون خجلٍ أو وَجَلٍ أو مواربة ؛ وسيبقى الأفضل والأحق بالبقاء والإستمرار .

5

السياسةُ دوماً ما تخونُ العامةَ ، والعاديين من الناس . وهو ما يدفع هؤلآء إلى الشَّك في كل تحرك سياسي ، أو إستلامِ أي خطاب سياسي ، أيا كانت لغته ومفرداته . والبحث عن الشَّك في كل شيءٍ ، عملٌ سهلٌ ؛ يتبعهُ سوءُ الظن . والبحثُ عن اليقين عملٌ مفعمٌ بالإجهاد العقلي المتواصل إلى موانئ الحقيقة ، والنتائج . والإنسانُ العادي يجهلُ ذلك السبيلَ الوعرَ المتعرج ؛ ويحبُّ السَّهلَ المنبسط . ولهذا نجد أَنَّ الحالتين - حالة البحث عن الشك أو البحث عن اليقين - يُتْبِعُهُمَا صاحباها بسخرية لاذعة بنكتتين ، توحيان لدى السامع مدى الفجاجة في الشك ، ومدى الحجة في اليقين ! ولذا كانت النكتة هي الفن الثامن والسُّلْطَةُ السادسة ، في الإحتراف

6

.. وأزعمُ لو أَنَّ السُّلطان في أي زمان ومكان راعى توجهات النكتة عند الناس لعرف مواضع الخلل . فالنكتة فنٌّ ديمقراطي - شعبي - يعبر عن مكنونات الضمير الجمعي للإجتماع المدني ؛ صغر أو كبر .

ولو قام المتحاورون برصد إتجاه النكتة في الشارع ، بطريقةٍ ديمقراطيةٍ صادقة ؛ سيعرفون بكل الصدق ما هي القضايا التي يَجِلُّ بهم أن يفتتحوا بها حواراتهم .

" وإنكَ لن تنالَ المجدَ حتّى

تجودَ بما يَضَنُّ به الضميرُ

بنفسِك أَو بملكك في أُمورٍ

يَهابُ ركوبَها الورَعُ الدَّثورُ "

وقد قال رسوله صلَّى الله عليه :

" لا خيْر لكَ في صُحبَةِ مَنْ لا يَرى لكَ مثلَ ما ترى له " .

7

.. والعامة تقول : مَنْ جعلَ نفسه شاةً ، دقَّ عنقَها الذئب ، ومن صيَّرَ نفسه نُخالةً أكله الدجاج .

( والكِبْرُ في استيفاءِ الحق من غير ظلم ، كالتواضع في أداء الحق من غير ذل ؛ وكما أن القلوب جُبِلت على حُبّ من أحسن إليها، كذلك النفوس طُبعت على بُغضِ من أساء إليها ) - التوحيدي .

ولا تكونوا كمَنْ وصفهم أعرابيٌّ ؛ فقال :

" لم أرَ لكم كالعقل صديقاً معقُوقاً، ولا كالهوى عدوَّاً معشوقاً ؛ ومن وفَّقهُ اللهُ للخير ، جعلَ هواهُ مقْموعاً ، ورأيهُ مرفوعاً "

وأجادَ الآخرُ ، حين قال :

' أَزرَى بنا أَننا شالَت نَعامتُنا

والفقرُ يُزْري بأَحزابٍ وأَلبابِ '

وقال أحدُ الحكماء :

" لو تكاشفتم ما تدافنتم ؛ ولو تساويتم ما تنازعتم ؛ ولا بدَّ من هَنَةٍ تُغتفر، ومن تقصيرٍ يُحتمل ؛ والاستقصاء فُرقة ؛ وفي المُسالمة تَحبُّب، ومن ناقش في الحساب فقد رغِب عن سجاحة الخُلُق ، وحُسن المَلَكة وإيثار الكَرَم ".

' فإن كنتَ غَضباناً فلا زلتَ راغِماً

وإِن كنتَ لم تَغضَبْ إلى اليومِ فاغضَبِ '

ثالثاً :

النظام المحروق

وقميص عثمان .

1

حتى وأنْ لم تكن هيكلة الجيش قد بدأتْ فعلاً بتدشين القرارات الجمهورية الجريئة ؛ فإنَّ النظام المحروق كان سيسعى - بشكل ما وحُجَّةٍ ما - إلى محاولة إحراق ، أو تمزيق أشرعة السفينة المثقلة بالهموم اليمنية التي صنعها ، حين بدأتْ تبحر عن شواطئ جزيرة الحروب في واق الواق !

2

وعمَّا قريب قد يرفعُ النظام المحروق قميصَ عثمان في حادثةِ المَسجِدِّيين . وهو لم يكن ينتظر 'الهيكلة' حتى يلعبَ لعبة 'السَّيْكَلَةْ' - أعني إمتطاء الأحداث وركوب الحُجج - وإنما كان يريد حُجَّةً وعذراً . وهو يعرف تماماً ، أنه حين يقوم بذلك ، لا يرفعهُ أمام النظام الجديد - لحُجَّةٍ واهيةٍ وعذرٍ ضعيف - وإنما أمامَ مناصريه ، وأمام نفسه المتخمةِ الضميرِ بعواقب السقوط ، وانحرافِ النَّفسِ والعقلِ في حيرةِ السقوط . بل أني أراهن على إحداثِ أحداثٍ ضخمة تفاجأُ الجميعَ دون استثناء . وهي نفس المفاجأة التي سَتَذُرُّ رمادَهُ ، بعد أنْ كانَ حرق !

3

إنَّ القرارات الأخيرة قرارات حكيمة ، ومحسوبة بقَدَر ، ومرسومة بعمق بصيرةٍ واتزان نظر ؛ ولا يقوم بها ، يفقهها ، ويسبرُ كُنْهَها ، ويقيس أوْلَها ، إلا ذو حظٍّ عظيم . ولا يخفى على أصحاب البصر ؛ ناهيك عن الغالبِ والعامة وحتى الهوام من الناس ؛ أنها أخطر عملية جراحية في القلب اليمني على بحر ثلاثة ألف سنة . وفي جراحة القلب ؛ يقوم الطبيب الماهر المجُيدُ المتمكن في مهنته ، باستخراج شرايين إحتياطية من الرِّجْل اليسرى - كان قد هيأها الخالق لمثل هذه الحالة - ومن ثم يقوم بتخييطها بعمل ما يشبه الجسر فوق كُتَلِ مناطق الإنسدادت للشرايين الثلاثة أو الأربعة في القلب كعدد أقصى - قبلَ الإنسداد مباشرةً وبعد الإنسداد مباشرةً - في عملية تشبهُ العبور فوق خنادق الخطر في القلب . وهي من العمليات التي أضحت سهلة عند الإمريكان ، كعملية قطع البواسير في اليمن وزمبابوي !

4

وما زلتُ أعيش على ثلاثة شرايين ، عابرة في قلبي منذ 14 عاماً ؛ حين تم بناء ثلاثة جسور لعبور الدم لتغذية قلبي فوق ثلاث مناطق ، وخنادق للإنسدادات - three bypass ! .. وغالباً ما يحتاج ذلك إلى جهاز صغير يزرع عند الكتف الإيسر تحت عظمة الترقوة ، وظيفته هي إرسال حزمة كهربائية للقلب ، كلما أحس ذلك الجهاز الصغير المعقد - pace maker - بتسارعٍ ، أو هبوطٍ لنبضات القلب ، التي قد تسبب الوفاة بالسكتة - heart attack - ليسارعَ ، بطريقةٍ معقدةٍ وسريعةٍ جداً ، لإعادة نبضات القلب إلى إيقاعها المرسوم لها ، عند زراعة ذلك الجهاز بدايةً .

5

لا إتي بهذا المثل استعراضا أو مبالغة أو عنوةً أو إستعطافاً ؛ لا .. بل لإنَّ ما يجري الآن في بلادنا يشبههُ الحال إنْ لم يكن هو حاله . إنَّ ما يجري هو عبور الرَّاكِض فوق رأسِ الرَّافض ؛ بدون أن تزعجه بالإبتعاد عن الطريق . فدعهُ في مسجده الثاني ، هناك ، في حالةٍ سادرةٍ من الذهولِ ، والخرفِ ، وصياحٍ ، كدقاتِ الطبول ، التي قد تزعج ، ولكنها لا تعطل الفحول !

إبنُ أبي دؤاد قال :

" أما بعد ؛

فالحمدُلله الذي حبسكَ في جلدك ، وأبقى لك الجارحةَ التي بها تنظرُ إلى زوال نعمتك " !

ولا قوةَ إلا بالله .

وسامحونا !