أحمد علي والبيض والحرب الأهلية!

 محمد يحيى الصبري

ثلاث قضايا شائكة سأل عنها مشارك (احمد على والبيض والحرب الاهلية).. قضيتان من الماضي بالمقام الأول واظن انهما قد تدفعان اليمن نحو الحرب الأهلية كمشكلة راهنة تدق أبواب المستقبل ولكن ضمن توفر شروط وعوامل محدده.لابد من الانتباه إلى وجودها وحركتها.

فالحرب الاهلية، حتى ظروف الفوضى والأنقاض المتراكمة تهيئ لها لكنها لن تأتى الا إذا تحركت الاطراف الخارجية التي تتسابق اليوم من اجل الاستيلاء على اليمن نحوها ضمن لعبة تنافس على بسط النفوذ الجغرافي في ظل الفراغ ولدينا طرفين فاعلين يعملان بهمة عالية يدفعون نحو دلك وكل له أسبابه.

الادارة الأمريكية وسفيرها في صنعاء من جهة والعاصمة طهران واتباعها في صعدة والجنوب من جهة ثانية والضحية ستكون اليمن والسعودية وكم نتمنى ان تكون مؤشرات ما يعمله الطرفان تكذب هذا الاستنتاج .

وانظروا معي كيف ان الامور مثيرة للغرابة في هدا الصراع فالسفير الأمريكي مند فترة هو المحرض والمتحدث باسم اليمن عن التدخل الإيراني متجاوزاً في ما يقول كل الاعراف الدبلوماسية والاخلاق والمنطق فمن هو حتى يتهم الاخرين بالتدخل ؟ وما يعمله هو ويمارسه ويقوله ألا يعد تدخلاً سافراً بشؤون دولة أخرى؟.

وكان الأمريكيون بهذا السلوك الدبلوماسي الفج يوفرون الشرعية الكاملة للشعار الذي قاتل الحوثيين من أجله ست حروب في صعدة من 2004وحتى 2010م وقد وفروها بما هواهم في حرب القاعدة في ابين وقصف الطائرات من دون طيار ومن حق إيران اليوم وهى تخسر في سوريا و كدولة كبرى على المستوى الاقليمي ان تتواجد في اليمن لحماية مصالحها الحيوية طالما السفير الأمريكي اصبح زعيم في اليمن وبيده زعماء يستخدمهم بسهوة..

وكأن الأمر فيه اتفاق ضمنى بين الطرفين والضحية ستكون حدود اليمن والسعودية ولو أني أجزم ان السعوديين منخرطين باللعبة من ناحية غريبة على المصالح الامنية التي يدعون حمايتها في اليمن.. وأريد التذكير هنا ببعض الحقائق ملازمه لطبيعة الحروب الاهلية والثوارات على مدى التاريخ ومنها ان جغرافية اليمن كانت وستظل محل تنازع اقليمي ودولي ، وان النزاع يتحول إلى حرب في لحظات التحولات الكبرى والثورية التي شهدتها اليمن.

وكلما كثرت غرائب التصريحات والأفعال من أطراف عده في اليمن مثل تصريحات الرئيس والحكومة مؤخرا عن القاء القبض على خليه إيرانية خطيرة تعمل في تعز.. انظروا أين التركيز يجرى!. تجاهلوا صعدة والجوف وحجة وصنعاء وذهبوا إلى تعز؟.. وأمس وقبله الاهتمام الشديد بزيارة مبعوث الرئيس الإيراني الذي جاء يتوسل الحكومة اليمنية كى لا تتخذ عقوبات رادعه ضد طهران، وغيرها من الغرائب القادمة كلها علامات مرض قادم.

واما عن رحيل احمد فأظنها مرتبطة برحيل الزعيم ووالده ولم يعد خافياً أنهم يسلحون الحوثيين من فترة و"الفندم احمد" يجسد الصورة البشعة للجيش العائلي والمذهبية السياسية وبالجرائم والانتهاكات واعمال القتل التي جرت وتجري من عدن إلى تعز إلى أبين إلى أرحب إلى نهم إلى صنعاء.. ملف "الفندم وأبوه" عامر بالجرائم والتخريب. وهيكلة الجيش موضوع مهم اليوم في هذا السياق له علاقة غدا بوجود الدولة في صعدة والجنوب بعد حرب القاعدة في ابين وبمستقبل بناء الدولة التي تعد مطلباً ملحاً للثورة فلا دولة من دون جيش وطني..

وعلي البيض أيضا ماض ورجعي لكنه يستند إلى جغرافيا الجنوب الاستراتجية في مناخ الحرب الاقليمية الدولية مع طهران وحتى وان امتلك جانباً اخلاقياً وسياسياً وحقوقياً صحيحاً.. فللأسف الشديد؛ أنه محامى فاشل لقضية عادلة ولا يظهر إلا في اللحظة التي يكون فيها ابناء اليمن قد خطو، ولو خطوة، نحو الانتصار لقضاياهم الوطنية العادلة ولأنه يخدم الأنقاض والحرب الاقليمية.

تعودنا عليه الظهور من عام 2009 وحتى اليوم في سياق ملتبس وحتى موضوع تمثيل الجنوب اليوم مغالطة كبرى يدعيها أطراف كثيرون من دون سند، كل اليمنيين اليوم يمثلون القضية الجنوبية وكلهم وهم في ميدان الثورة ينتصرون لها والحراك الجنوبي الشعبي والسلمي الذي انخرطت فيه كل المكونات الجنوبية والوطنية كان شرارة الثورة الأولى ولا ينكر ذلك الا متآمر.

لكن الثوار يقدمون التضحيات الغزيرة من اجل المستقبل وليس الماضي هذه حقيقة رافقت التطور البشرى وتاريخ نضال اليمنيين جميعا مند مطلع القرن الماضي وغيابها عن وعينا ونكران مجرى ومسار تاريخنا ليست حجة على الحقائق والوقائع التي ستفرض نفسها شئنا أم أبينا.. اللهم سيكون علينا في حال إنكارها أن ندفع اثمان باهضة كي نعود في الأخير لنسلم بها.

ونسال الله السلامة لعقول اليمنيين مما يتابعون ويعملون ومما سيأتي قريبا.

*الأستاذ محمد يحيى الصبري القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناضري واللقاء المشترك.

*مشاركة في مقابلة مفتوحة بمنتديات "المجلس اليمني" بالاتفاق مع الكاتب.