أحمد الشلفي يحاول أن يتذكر 2011

عندما اكون مراسلا احمل جنسية وهوية البلد الذي اعمل فيه فالأمر يبدو مختلفا وعندما يصبح الامر ثورة شعبية جاءت في لحظة فارقة لا تعوض تطور فيها الامر إلى قتل مباشر تمارسه السلطات وتدافع عنه في وسائل اعلامها فإنه يبدو قتلا عمدا.

هناك لا يمكن لشخص مثلي شاء القدر ان اكون في قناة كالجزيرة بكل تأثيرها‘ ان يعود إلى ضوابط لا تنطبق على الواقع.

انا من الذين يؤمنون بأن الميدان والاحداث على الارض هي من تحدد اسلوب عمل الصحفيين الميدانيين وفق رؤية الصحافة الاخلاقية وهي المصداقية.

لم نكن نفعل شيئا مخالفا لأصول المهنة.. كان علي عبد الله صالح ونظامه يجددون بشكل يومي رغبتهم في قتل الثوار وكنا ننقل صورا موثقة ومعلومات ونسجل في ظل غياب شبه ملحوظ لوسائل النقل.

أنا لا ابرر هنا.. لا أجدني فعلت ما يستحق تبريرا ولكني احاول ان اتذكر التفاصيل. التفاصيل مهمة.. بعض الأشياء العظيمة لامعنى لها اذا لم نتذكر بعض التفاصيل.

تنازعتني هويتان: الوطنية وهويتي الصحفية وبينهما شعور عميق بأن لحظة التغيير سانحة وشاء القدر ان اكون في مؤسسة هامة جدا هي "الجزيرة".

قناة اعلامية وليس جيشا.

الحد الفاصل بين الوطن والمهنة رفيع. فكلاهما بالنسبة لي وطن لذلك لم أجدني افعل م ايشين. بل انني كنت ارى ان اختبارا قاسيا وعميقا يجري اذا لم انجح فيه سأظل فاشلا طوال حياتي أو نادما على الاقل.

بعض الندم مرير ويضاعف الخيبات.

لا شيء يعدل القيمة.. لا شيء يعدل روحك هذا ماكنت اؤمن به ومن اجله اعيش بقية حياتي.

كنت وحيدا قبل فبراير 2011.. لدي تخمة في الصداقات ولكني أشعر بالوحده وصلت إلى مرحلة الوعي بأهمية ان نغير في المعادلة.. لكن كيف؟