
(الحكم الرشيد) احتيال لغوي (بالضم) وحديث لغوي(بالفتح).مجرد حيلة أخرى للإفلات من الرشد' تحديدا. أو ان هذا هو ما يراد به، كاصطلاح.
مفهوم مضلل يوحي بأن ثمة وصفات للحكم (الرشيد) سائدة في الخارج وغير مدركة محليا' وأنه بمجرد استجلابها من هذا الخارج ستحل كل مشكلات الحكم في الداخل الوطني.
مثال آخر، لإحتيال مدلس، يهدف إلى الهروب من مواجهة المشكلات في أم عينها ' من خلال الإستعاضة بزخرف القول.
الحكم الرشيد 'ببساطة' ليس شيئ آخر غير إعمال مبدأ سيادة القانون' الذي بغيره لا رشد ولا رشاد. وغياب الرشد إنما يتأتى من التضحية بهذا المبدأ'أساسا.
غير أن المحتالين بدلا من مواجهة الحقائق وتسمية الأشياء بأسمائها يلجأون 'كعهدنا بهم' إلى تسمية الأشياء بغير أسمائها(واحيانا بعكس أسمائها)' و إلى تقديم وصفات ذات بريق لغوي' زائف' يسوقونها كسلوك تعويضي'يهدف في ما يهدف ' إلى تحريف الوعي' ليزيغ عن الرشد 'بالذات.
مسكوك لغوي يهدف إلى الالهاء ،وصرف الانظار عن الفساد والفاسدين، والايهام بأن (المدينة الرشيدة) تتخلق على تخوم الواقع البائس.
لا نعرف عما اذا كانوا في أمريكا مثلا' يتحدثون عن الحكم الرشيد. نسمع فقط ان كلينتون كذب تحت القسم فأخذوه مباشرة إلى التحقيق. وفي فرنسا ' كمثال آخر 'لا نعرف ايضا ما اذا كانوا يتحدثون عن الحكم الرشيد.. نسمع فقط انهم اكتشفوا ان شيراك أرتكب مخالفة' أو أن ساركوزي استلم هبة مشبوهة أثناء حملته الانتخابية 'فأخذوهما مباشرة إلى التحقيق والمحاكمة .
الارجح ان مصطلح (الحكم الرشيد) ' وظيفيا 'من المصطلحات والمفاهيم (المصنعة)خصيصا لدول العالم الثالث ومنها اليمن'بالطبع. هو من قبيل مصطلحات البنك الدولي' تلك التي تسمي رفع الدعم عن السلع الاساسية' (الغلاء) اصلاحات سعرية...




