عن مباحثات عسكرية يمنية أمريكية في واشنطن لدعم القاعدة والحوثي

لم نسمع بعد أن وزير الدفاع المقيم في واشنطن منذ نحو أسبوع اللواء محمد ناصر أحمد قد عاد إلى ‏اليمن من حواراته الاستراتيجية، وإلا قفز النبأ الجديد، هو أن رئيس الأركان، ولفيف من ‏القيادات على رؤوس قوى عسكرية هامة كلهم في البنتاغون يبحثون التعاون بين البلدين!.. ذلك ‏التعاون الذي يراد أن يترك اليمن حفنة من رماد.

هذا ما جاء من واشنطن، أما من صنعاء، فتقول الأنباء إن الجماعات المسلحة أصبحت على ‏بعد عدة كيلومترات من العاصمة، وإن تنظيم القاعدة ينوي إسقاط محافظات جديدة، وإن الجنود ‏الأبطال يتعرضون للغدر برصاصات الجماعات الإرهابية في المدن والأرصفة والميادين.. ‏

من جهة أخرى! يقول آخر تقرير من البنك المركزي، إن عائدات اليمن في فبراير الماضي ‏‏89 مليون دولار بانخفاض أكثر من النصف عن الشهر الذي سبقه، وذلك بسبب عمليات ‏التخريب التي تستهدف أنابيب النفط والغاز. وتزدحم الشاحنات في شوارع المدن، بسبب قطع ‏خطوط الإمدادات على الوقود، وتغرق المدن في الظلام بسبب قطع خطوط الكهرباء.‏

هناك قوةٌ عسكرية بُنيت من أموال ودماء وأجساد وجهود اليمنيين خلال العقود الماضية.. ‏عشرات الألوية العسكرية تنتشر في نواحي الجمهورية، وتمتلك آلاف الدبابات والمدفعيات ‏والعربات..جيش كل جنود وضباطه أبطال، (الاستثناء لا يستحق الذكر).. هناك قصص ‏للتضحية والبطولة من قبل جنود وضباط القوات المسلحة والأمن لا يتخيل الكثيرون إلى أي ‏مدى تجعل أي مواطن يحترم الجيش ويحترم نفسه كيمني لما يراه من أبناء الوطن الشرفاء.‏

هذه القوة محيّدة ويتم تدميرها تدميراً ممنهجاً ويقتل رجالها على أيدي مجموعات مسلحة ‏معادية... لماذا ذلك؟ بسبب المباحثات المستمرة منذ سنوات، ووجود قادة في المناصب العليا ‏هم أقرب ما يخدمون بوعي وعن غير وعي، الجماعات المعادية للوطن وليس البلاد. ‏

وكأن هدف الاجتماعات والزيارات المكثفة تأكيد اتهامات القاعدة وغيرها من الجماعات ‏المسلحة ودعمها لكي تثبت لعناصرها أهمية استهداف الجيش!‏

ما نوع المحادثات التي يجريها هؤلاء مع دولة تمثل قطباً أوحد للعالم وتنشر قواتها في ‏البحار والمحيطات والقارات. بينما يحرك وزير دفاع صنعاء الثيران قرباناً للجماعات المسلحة ‏ويرسل لجان الوساطات التي تفاوض بين الدولة والقبائل والمسلحين.. أنت حصلت على ‏رتبة فيها النسر الجمهوري اليمني وسيفي لواء، لتكون مهمتك هي القبض على "ثور" ‏وإيصاله إلى من يستهدفون الجنود والدولة؟ أهذه نتيجة المباحثات؟ ‏

ما هي المباحثات التي يجريها هؤلاء المسؤولون في أمريكا والبلد الذي هم مكلفون بالدفاع عنه ‏يُطعن من الإمام ومن الظهر ومن المركز والأطراف.. بلد يتعرض لحرب سياسية واقتصادية ‏وأمنية وعسكرية لإفشاله.‏

ماذا يفعل هؤلاء في واشنطن؟ ومن يمثلون؟ سلاح الجيش اليمني والقوات الجوية والبحرية من روسيا ‏فماذا يفعل هؤلاء هناك؟ كم الذين عادوا منهم بصفقات الدبابات والآليات الحديثة أو الطائرات؟ ‏

هؤلاء يبيعون وطناً. ووظيفتهم هي الصمت والتواطؤ على تدهور الدولة وتوسع الجماعات المعادية لها، ‏حتى نعود إلى الصفر إلى قبضة الاستعمار والكهنوت وعصابات الليل ونتراجع عن مشروع ‏إيجاد دولة.‏

وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، رئيس هيئة الأركان أحمد علي الأشول، مساعد وزير ‏الدفاع للشؤون اللوجستية اللواء صالح محمد حسن، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء ‏راشد الجند وقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء بحري عبدالله سالم النخعي، قائد قوات ‏العمليات الخاصة اللواء مجلي مجيديع المرادي، مدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد ‏الركن احمد محسن اليافعي، ورئيس مصلحة خفر السواحل العميد احمد صالح صبحي.‏

لاحظواً أنهم حملوا معهم حتى "أوصاف رتبهم". دفاع ماذا؟ وأركان ماذا؟ وقوات جوية ‏وبحرية واستخبارات عسكرية، في بلد مستباح من الجماعات المسلحة التي تحركها دول ‏أجنبية وإقليمية؟ عن ماذا ستدافع إن لم تدافع عن اليمن من تخريب الدولة، وإذا كانت ‏الوساطات للمخربين المحليين والصداقة مع الخارج وفتح البلد لكل التدخلات؟ ماذا بقي؟ ‏

ماذا يفعلون هناك؟ ووسائل الإعلام تقول إن الجماعات المسلحة اقتربت من العاصمة، ‏و"داعش" تبشر، والشعب في أزمة وقود وكهرباء وماء..؟ هل يخططون لغزوات في الفضاء؟ أم ‏ماذا يفعلون؟ ‏

قادة المؤسسة العسكرية اليمنية المكلفون بحماية اليمن يسافرون إلى واشنطن للمباحثات، ‏وكأنهم يريدون تأكيد ادعاءات الجماعات الإرهابية بكافة أصنافها بأن الجيش "عميل". لكي يستمر ‏استهداف الجنود والضباط الأبرياء بذنوب المسافرين!. ‏

إلى أبطال القوات المسلحة والأمن: ‏

إنكم رجال الله والوطن وجيشنا من أعظم الجيوش وإيمانكم بالله وبالدفاع عن هذا الوطن ومصالح ‏أبنائه هو ما يجعلكم تدفعون أرواحكم رخيصة. تحية سبتمبر وأكتوبر ومايو إليكم أيها الأبطال ‏المرابطون في أنحاء اليمن الغالي على كل نبض شريف. ولا نامت أعين الجبناء.‏