شعر وأدب

ويل لتجار السلاح من انتصار الأوبئة (شعر)

قصيدة الشاعر اليمني يحيى الحمادي ويل لتجار السلاح من انتصار الأوبئة (شعر)


المَوتُ يَركُضُ في الأَزِقَّةِ.. والأَزِقَّةُ مُبطِئَةْ
مَوتٌ خَفيٌّ كالخَيالِ له أَيَادٍ مُومِئة
وله قُبُورٌ في الهواءِ بِأَهلِها مُتَوَكِّئة
وله نُعُوشٌ في الخَفَاءِ دُمُوعُها مُتَلَألِئة
بين الإِشاعةِ والقَضَاءِ تَمُرُّ.. نِصفَ مُطَأطِئة
مَوتٌ غَريبٌ.. لا تَعِيهِ، ولا تَرَاهُ لِتُخطِئَه
كالنَّارِ يَسرِي في الهَشِيمِ، ولا هَشِيمَ لِتُطفِئَه
غَدرًا يُسَالِمُ في اليَدَينِ، لكي يُحَارِبَ في الرِّئَة

*

يا واهِمًا دَمُهُ يَجِفُّ ورُوحُهُ مُتَهَيِّئة
يا باحثًا بعد اكتِمالِ كِتابِهِ عن تَوطِئة
وُضِعَ الكِتابُ.. فَكُلُّ قارئَةٍ أَسَاكَ مُتَأتِئة
أَنفَقتَ مالَكَ لِلسِّلاحِ.. فَأين مَالُ التَّهدِئة؟!
ماذا سَتَفعَلُ بِالسِّلاحِ لِطِفلةٍ مُتَقَيِّئة
أَو لِارتِجَافِ أَبٍ أَكَلتَ بَنِيهِ بِاسمِ "التَّعبئة"؟!
يا واهِمًا يُخفِي الضَّحِيَّةَ طامعًا بِالتَّبرئة
إِنَّ السُّكوتَ عن الثلاثةِ كالسّكوتِ عن المِئة
أَقِمِ الصَّلاةَ.. فلا صَلاةَ لِحائضٍ مُتوضِّئة
واجمَع سِلاحَكَ كُلَّهُ واشرَبهُ كي لا تُظمِئَه
ماذا لَدَيكَ مِن الدِّفاعِ سوى احتِمالِ التَّهزئة
ما دام رَأسُكَ ضَاعَ مِنكَ فإنَّ سَاقَكَ مُخطِئة
وَيلٌ لِتُجَّارِ السِّلاحِ مِن انتِصارِ الأَوبِئَة

*

يا مَوتُ.. تَعزِيَةُ المُفارِقِ لِلمَآتِمِ تَهنئة
فَاركُض بِرِجلِكَ، لا بِأَوبِئَةِ بِنا مُتَنبئة
وطَأِ الأَسِرَّةَ.. لستَ غائِبَها لِتَرسمَ مَوطِئَه
لا تَخشَ أَطنانَ السِّلاحِ فلم تَعد مُتجَرِّئة
كُن كالحَياةِ -فَصِيحةَ الأَعداءِ- لا مُتَلَكِّئة
يا مَوتُ.. لم تُبقِ الحُرُوبُ سِواكَ كَفًّا مُبْرِئة
أَنتَ الدَّوَاءُ لنا.. مِن الفِئَتَينِ لا تَترُك فِئة
جِئ جملةً يا مَوتُ؛ أَقسَى المَوتِ مَوتُ التجزئة
.

22-5-2020

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى