شعر وأدب

وَطَنٌ يَئِنُّ.. ودَولَةٌ تَتَخَبَّطُ

وَطَنٌ يَئِنُّ.. ودَولَةٌ تَتَخَبَّطُ
وعلى الأُسُودِ ثَعَالِبٌ تَتَغَوَّطُ
.
وطنٌ يُسائِلُ عَن بَنِيهِ فلا يَرَى
إلَّا فَجِيعَتَهُ لَهُ تَتَأَبَّطُ
.
سَقَطَت أَكُفُّ حُمَاتِهِ, وذِرَاعُهُ
سَقَطَت.. وكانَ يَظُنُّها لا تُسقَطُ
.
جَثَمَ الغُمُوضُ عليهِ حتى لم يَعُد
يَدري بِمَن غَدَرُوا بهِ أو حَنَّطُوا
.
قُرِئَت مُعَلَّقَةُ الرَّصاصِ عليهِ في
زَمَنِ الوِفاقِ.. فَفَصَّحُوهُ و نَبَّطُوا
.
و جَثَوا لِآلِهَةِ الرِّيالِ, فَهُم إذا
لَمَعَ الرِّيالُ تَذَبْذَبُوا و تَمَغنَطُوا
.
و لَقَد تَبَيَّنَ كَيفَ أَطفَأَ غَيضَهُم
هذا السقوطُ, لِأنَّهُم مَن خَطَّطُوا
.
فَأَتَى الإمامُ عَن الأمامِ نِكَايَةً
و لَكُم بهذا عِبرَةٌ فَتَحَوَّطُوا
.
غَبَشَ الخُنُوعِ المُرِّ عَشَّشَ فانفِضُوا
هذا المَوَاتَ و ثَبِّطُوا مَن ثَبَّطُوا
.
يا مَعشَرَ المُتَنَاوِمِينَ تَيَقَّظُوا
إنَّ البلادَ على الضَّيَاعِ تُقَسَّطُ
.
كَبَحَ الطُّغاةُ جِمَاحَكُم, و لِأنكم
لا تَنطِقُونَ.. تَجَبَّرُوا و تَسَلَّطُوا
.
أينَ الرِّجالُ؟! أَلَيسَ عارًا أَن يُرَى
ما لا يُطاقُ عليكُمُ.. و يُبسَّطُ؟!
.
أَوَلَيسَ عارًا أن تُداسَ كَرَامَةٌ
أو تُستَبَاحُ, و أهلُها مَن فَرَّطُوا؟!
.
هذا الهَوَانُ الأصفَرُ الكَلِمَاتِ في
نَظَرَاتِكُم يُرضِي الذينَ تَوَرَّطُوا
.
لا تَخذلوا الوَطَنَ اليتيمَ بصَمتِكُم
فالحُرُّ و ابنُ بلادِهِ لا يُضغَطُ
.
لا تَقسِمُوا الجَسَدَ العَلِيلَ جَهَالَةً
كي لا يَمُرَّ على الوَرِيدِ المِشرَطُ
.
لا تُرجِعُوا النَّعَرَاتِ بَعدَ أُفُولِها
أو تَكسِرُوا ظَمَأَ الكؤوسِ و تَقنَطُوا
.
و ضَعُوا على الوَجَعِ الدَّواءَ و حاذِرُوا
بَعضُ الأُمُورِ بِبَعضِها لا تُخلَطُ
.
و قِفُوا على أوجاعِ "كِندَةَ" إنَّها
أُختٌ لِ"جِبْلَةَ", و العُرى لا تُفرَطُ
.
المَوتُ أَهوَنُ لِلنُّفُوسِ مِن الأذى
أو أنْ يَمُرَّ على البلادِ مُخَطَّطُ
.
.
.
.
.
.
و أَقُول: أَمَّا بَعدُ.. هل مِن قادِمٍ
بِسِوى التُّرابِ و أهلِهِ لا يُربَطُ؟
.
كَخُطَى العَقَارِبِ أَصبَحَت مُختَلَّةً
هذي البلادُ.. مَتَى خُطاها تُضبَطُ؟!
.
ثَأَرَ الجَمِيعُ مِن الجَميعِ _بها_ فَمَن
بين الجَميعِ و بينَها يَتَوَسَّطُ؟
.
زَمَنُ ارتِجافِ الحَقِّ يَنسَى أنَّهُ
زَمَنٌ, و أنَّ الحَقَّ شَعبٌ مُحْبَطُ

يحيى الحمادي
28-11-2014

زر الذهاب إلى الأعلى