[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

صلاة الذئاب.. (قصيدة)

قصيدة للشاعر يحيى الحمادي عن الثورة والنظام في اليمن

الشِّعرُ إن نَطَقَت دِماؤكَ أَخرَسُ
والصَّمتُ إن عَزَّ الكلامُ مُقَدَّسُ

والقَتلُ إن طالَت يَداهُ فإنما
بيديهِ بَفنى القاتِلُ المُتَغَطرِسُ

ودَمُ الشَّهيدِ وقَد تَفَجَّرَ رأسُهُ،
صُبحٌ بغُرَّةِ جُرحِهِ يَتَنّفَّسُ

وطَني .. وأُقسِمُ أنَّ فَجرَكَ قادمٌ
مَهما أّذابوا مُقلَتَيكَ وعَسْعَسُوا

الحَقُّ أبلَجُ لا مَناص .. وباطِلٌ
ما عَرَّشوا ومُتَبَّرٌ ما أَسَّسُوا

***
يا أيُّها الوَطَنُ الذي نَشتاقُهُ
سَتُطِلُّ مَهما أرهَبُوكَ ودَنَّسوا

سَتُطِلُّ مَهما كَشَّروا أنيابَهُم
وتَحَصَّنُوا وتَفَرعَنُوا وتَأَبلَسُوا

الجاثِمينَ على الصُّدورِ كأنَّهُم
جِيَفٌ تَقومُ على الجِراحِ وتَجلِسُ

مِن كلِّ أَفَّاكٍ ولِصٍ آثِمٍ
دَفَنوا وُرودَكَ بالرَّصاصِ وسّيَّسُوا

إنْ أَوْلَمُوا للصَّمتِ ناموا رَهبَةً
وإذا أفاقُوا للسياسةِ أُركِسوا

شَبُّوا على حُبِّ الرِّضاعِ و حِينَما
فُطِموا وشاخوا.. للدِّماءِ تَحَمَّسوا

***
يا أيُّها الوطنُ الكبيرُ كَجُرحِهِ
مِن أيّ جُرحٍ أستغيثُ وأَهمِسُ

مِن أيِّ قافيةٍ أصيحُ ؟ وصُبحُنا
هذا يُسَطِّرُهُ وهذا يَطمِسُ

يا مَوطِني والحُزنُ حَولَ قُبورِنا
يَعوي، ولَحنُكَ والحنينُ مُنَكَّسُ

صَلَّت على دَمِكَ الذئابُ فَقُل لَنا
أيَّ الثيابِ على حِدادِكَ نَلبسُ

قَذَفُوكَ تابوتاً بِيَمٍّ هائجٍ
ولأنَّنا.. قِيلَ اذهَبوا فَتَحَسَّسُوا

قَتَلوكَ باسمِ الحُبِّ ثمَّ تَلاوَمُوا
وبَكَوا كما تبكي العَفافَ المُومِسُ

قَتَلوكَ يا وَطَني وما زالوا إذا
نُحنا، أشاروا نَحوَنا ..لا تَيأَسوا!

يا مَوطِني والمَوتُ يمطِرُ أَوجُهاً
وغَدُ اليَتامى بالضَّياعِ يُدَرَّسُ

يا مَوطِني والجُوعُ يأكُلُ بَعضُهُ
بَعضاً .. وأَهلُكَ للقِتالِ تَمَترَسوا

كُلٌّ لِمالِكِهِ يَثورُ، وأنتَ يا
وَطني الوحيدُ هُنا تُهانُ وتُبخَسُ

فَلِمَن نَنُوحُ وهذهِ أخلاقُنا
يَندى لَها (تُبَنٌ) وتَبكي (يَفرُسُ)

هذي الصَّواريخُ التي دَوَّت هُنا
وهُناكَ، مالِكُها فَقيرٌ مُفلِسُ

هذي القذائِفُ والرَّصاصُ لأَنَّها
مِن لَحمِنا قُدَّتْ.. عَلينا تُغرَسُ

هذا الدُّخَانُ المُرُّ مِن أَحلامِنا
هذي المياهُ الحامِضاتُ الأنفُسُ

***
ُقل لِلجَلاوِزَةِ الذينَ تأهَّبُوا
وتَرَبَّصوا خلفَ السِّلاح و َدَّسُوا

بينَ المُحارِبِ والمُسالِمِ شَعرَةٌ
شُدَّت، وشَيطانُ الضَّحيَّةِ أشرسُ

هذي الرؤوسُ قَنابلٌ مَوقُوتةٌ
لا تُوقِظوها .. إنّها لا تَهمِسُ

الحقُّ حَصحَصَ فافتَحوا أبصارَكُم
مِن قَبلِ أنْ يَحْمَرَّ هذا الأطلَسُ

زر الذهاب إلى الأعلى