نقطة اخلاقية: منشورات التعازي
د. طه حسين الروحاني يكتب نقطة اخلاقية: منشورات التعازي
لا تستكثروا على المتوفين منشور تعزية من صديق أو تغريدة مواساة من قريب حالت الظروف من الحضور وتقديم واجب العزاء والصلاة على المتوفي واتباع جنازته، ولا تمنوا عليهم بتعليق عابر تدعون له بالرحمة ولاهله بالصبر والسلوان.
من مات هذا كان حبيب اسرته واهله، وعزيز اقاربه وجيرانه، ورفيق اصدقائه وزملائه، كان فلانا ولم يكن نكرة حتى نخفي خبر وفاته أو نستهجن الاعلان عنه، ثم لم ولن تكون يوما ما الاصابة بهذا المرض أو ذاك عيبا، فلا عيب الا انكاركم وتضليلكم.
لا تتأففوا من اخبار الوفاة وتقولوا انها تكدر حياتكم وتنغص افراحكم وتضعف مناعتكم، فلا يحب احدكم ان يمرض ويموت ويدفن ولا يعلم عنه احد، والا لما دعا الرسول إلى اتباع الجنازة وحث على زيارة المقابر وقال كفى بالموت واعظا.
اتركوا الناس وشأنهم يلملمون احزانهم كما يرون، ويعزون في فقيدهم كما يريدون، فلا تمنعوا الرحمات على المتوفين، ولا تحجبوا دعوات الشفاء للمصابين، ولا تحجروا على المتعافين شرح رحلتهم مع الاصابة والمرض والعلاج والشفاء.