صبية القرى: للعاطلين بسبب كورونا (شعر)
قصيدة الشاعر عبدالعزيز الزراعي صبية القرى: للعاطلين بسبب كورونا (شعر)
(إلى أبناء قريتي وهم عاطلون عن العمل بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد-19
ولكل أبناء القرى الكادحين في المدن وفي كل الأرض)
حطوا هنا الألعابَ واستعجلوا
أعمارهم.. شاخوا لكي يرحلوا
على ربى (حيدان) كانت لهم
حكايةٌ هم فصلها الأولُ
في (العرق) في (الشطين) في كل شبر من ثرى أجدادهم أقبلوا
لم يكملوا المرعى .. رأوا أهلهم
جوعى رأوا أغنامهم تؤكلُ
حطوا بقايا الماء في دبةٍ
مدروعةٍ مرشفها مهملُ
ولعبة المزقاط في نصفها
بعضُ الحصى عن بعضه يسألُ
تعلقوا في آخر الشاص .. من
أتربةٍ جاؤوا ولم يخجلوا
وفي آماسي حرضٍ رابطوا
لعل إنساناً بهم يحفلُ
عانوا البعوض النذل والناس والسائق
يدعو يا صغار انزلوا
لم ينزلوا ..علمهم رعيهم
تمسكوا في الخشب استبسلوا
توزعوا في الأرض.. لم يتركوا
مدينةً إلا لها رُحَّلُ
تفرقت أبوابُها إنما
من غير باب المجد لم يدخلوا
لم يقصدوا نهباً ولا دولةً
آخلاقهم بالضيم لا تقبلُ
جبينُهم بالعزّ مرفوعةٌ
كأنهم من كدهم فُصِّلوا
عشرون عاما في رحيل إلى
أقدارهم.. ماضون لم يكسلوا
من عام ألفين إلى الآن كم
صاغوا لنا المعنى وكم أشعلوا
وكل طعنٍ خلفهم قوةٌ
كما يسوي دربَهُ الجدولُ
تكاثروا.. شادوا.. بنوا، إنما
عن قرية في الروحِ لم يغفلوا
وحينما عادوا لأوطانِهم
في الريف ما عادت لهم أرجلُ
محاربون استُنزِفَت روحُهم
في كل ميدانٍ ولم يُقتَلوا
تحُلُّ كورونا عليهم فلم
تدع لشخصٍ حيزاً يشغلُ
محاربون، الحربُ كفت بهم
عن ركضهم في فجأة عُطِّلوا
وهمُ الذين الفجرَ يصحون مثل
النحلِ حتى ليلَه يعملُ
تعودوا نحر الدروب التي
طالت بممشاهم، وما هرولوا
ومطمئنون إلى رزقهم
غيرَ الكريم الله لم يسألوا
فلتصبروا يا قوم.. هذا الدجى
غدا سيأتي بعده الأجملُ
كما تعودتُم وأقدامُكم
قد عودتنا أنها الأفضلُ
-----------------
عبد العزيز الزراعي
3 / 6 /2020
عناوين قد تهمك: