[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

السطحية بدون وضوح

الشيخ عبدالعزيز بن مرضاح يكتب حول: السطحية بدون وضوح


حقيقة تفتقر على عدم الوضوح لمآ تمر به الأمة وأصبحت السطحية في الكلام أو التفكير: تفاهة، ابتذال هرتله وعدم عمق وعدم جدية في الأمور مثال يتسم بعض الاعلاميين حاليا بالسطحية واللامبالاة أو بإمكاننا القول معرِفة سطحية ظاهرية ويقال فكر سطحي: أي لا عمل فيه بسيط ومعلومات سطحية.

آراء سطحية: فيبدو أن الاخرين غارقون في التفاهة والأفكار السطحية مع البعد عن الجدية والحقيقة توجهت الفكرة نحو إضفاء قيمة عامة للفكر النقدي تفوق تلك القيمة المعطاة للموضوعية السطحية التي لا تتبنى فكرة التحليل العميق في دراستها للأمور وتعتبر بذلك انحرافات سطحية عن الواقع...

إن المتأمل في واقع المسلمين المعاصر ومجريات أحداثه وتعامل المسلمين أنفسهم مع هذه الأحداث ومجرياتها وطريقة فهمهم لها وموقفهم إزاءها يظهر له بجلاء أن في الأمر خللا لأن الواقع المعاش دليل صريح وعلامة واضحة على هذا الخلل...

لذا فقد كثر الحديث عن واقع الأمة المسلمة المأسوي وتعددت وجهات النظر حول تحليل هذا الواقع وأسبابه والعوامل المؤثرة فيه، فالبعض ينسبه إلى عوامل خارجية لا يد للمسلمين فيها، والبعض الآخر، يؤكد بأن السبب الأول والعلة الأصلية كامنة في المسلمين أنفسهم وهذا الاتجاه الأخير، يفترق في تحديده لتلك العوامل..

فمرة تنسب إلى الانهزامية النفسيةوأخرى إلى البعد عن الإسلام، وثالثةإلى التكالب على الدنيا، ورابعة إلى التخلف العلمي والعجز الثقافي، وخامسة إلى الاستبداد السياسي وانقسام الأمة على نفسها، وسادسة وسابعة كل يحدد العوامل من منطلق رؤيته الشخصية لها..

والواقع: أن الأزمة أشمل من أن تحصر في عامل واحد، أو تركز في سبب معين بل هي مجموع تلك العوامل والأسباب الداخلية والخارجية جميعها، وزيادة عليها...

نقول:إن مشكلة الأمة في حقيقتها تكمن في اعتلال فكرها، وغياب عقلها، وعدم وضوح منهجيتها. أو بعبارة أخرى: عدم استيعابها للمنهاج الذي وضعه لها ربها، وفقدان غايتها، وجماع ذلك: السطحية وغياب الهدف، يقول علماء المنطق: إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، إذ لا يمكن الحكم على المجهول،لذا، فحري بنا قبل تناول موضوع السطحية وغياب الهدف أن نبين ما معنى السطحية؟

السطحية: هي عكس العمق، فسطح الشيء ظاهره وسطح البيت أعلاه والسطح عند الحكماء: هو الذي تكون جميع أجزائه على السواء فلا يكون بعضها أرفع وبعضها أخفض، أما السطحية التي نقصدها بموضوعنا فهي: السطحية الفكرية، أو السطحية العقلية، سطحية العقل والتفكير المتمثلة في التعامل مع ظواهر الأمور، دون التعمق فيها...

أو بعبارة أخرى هي: فهم الأمور بظواهرها الخارجية دون النفاذ إلى دواخلهاودلالاتها ومكوناتها وأبعادها الأساسية، التي تعين على التصور الكامل والمعرفة الحقيقية للأمور، والحكم الصحيح عليها.

وهو ما نقصده بقولنا: فلان سطحي الفهم، وفلان سطحي التفكير، وفلان سطحي التدين، أو سطحي الإيمان.

زر الذهاب إلى الأعلى