عرس المومري.. التعالي ليس الرقم الصحيح
عبدالله الحرازي يكتب: عرس المومري.. التعالي ليس الرقم الصحيح
يبدو لي أن ثمة اتفاقا نادرا بين كثير من المتعلمين وبين الحوثيين حول الانزعاج من شعبوية شخص بسيط كالمومري وإن اختلفت أسباب الفريقين، وهذا مؤشر مقلق يجب التوقف عنده وتأمله.
هناك انزعاج من نتيجة أن الناس انفضوا تقريبا عن الأيديولوجيات أياً كانت. وإن كان الموضوع واضحاً بالنسبة لانزعاج أو بالأصح رعب الحوثيين من أي تجمع لليمنيين خارج دوائر خرافاتهم وتحشيداتهم، فإن تعالي نخبة المتعلمين اليمنيين هي -في تصوري المتواضع- هروب متكرر من نقاش مسألة الهوة التي باتت تفصلهم عن البسطاء أو عامة الناس، لماذا أولاً وكيف يمكن جسر هذه الهوة تالياً؟
فشلت النخب في الوصول لعامة الناس أو لفئة كبيرة منها، وتركتهم لرداءة المسمري والأملحي والبخيتي واقتنعت بالبقاء ل "تشم الدنيا جيفة"!!
هناك خلل يجب بحث أسبابه وفراغ يجب أن يملأ، ومساحة متروكة لهؤلاء يتناوبون على إشغالها، مساحة يهرب منها الحوثة لانهم يجدون أنفسهم فيها عراة أمام الناس، ويأنف مثقفونا ويزهدون عنها لأنها لا تلائم برستيجا معينا.
طيب والحل؟!
بالتأكيد ليس فقط لعن مساحة الظلام والتفاهة "الشاسعة تلك"، يحتاج الأمر لجهد أكبر لإعادة الاتصال بشعب، فالتعالي ليس الرقم الصحيح.
هناك شفرة مفقودة، يجب فكها لإعادة التواصل بهؤلاء. إننا نفقد فئة كبيرة من الناس كل يوم، غالبيتها من الشباب، لم نعد نفهمهم ولم يعودوا يفهموننا، هناك احتياج كبير لما بات يشبه الترجمة بيننا، فهل آن أن ننتبه؟
وبعيداً عن الموضوع.. بالنسبة لي إغاضة الحوثيين والارتباك والهشاشة التي ظهروا بها كانت أمراً ممتعاُ، وله دلالات أخرى ليس هذا محل نقاشها.
عناوين ذات صلة: