برقية فتى إلى أيلول
قصيدة الشاعر الشاعر عبدالغني الشولي: برقية فتى إلى أيلول
يا سائلي مَن أنا: سجِّل لَديكَ فتىً
اسْتَوطَنَتْ كُلُّ أَوجاعِ الدُّنا وَطَنَه
وَرَاوَدَتْهُ سَرَايا الليلِ عن شَغَفٍ
للفجرِ خَوفَ الرزايا أَن تَرَى وَسَنَه
وَنَازَلَتْهُ المَنَايا مَا انْثَنَى، وَمَشَى
فِي واحةِ المَوْتِ شَهْماً، حامِلاً كَفَنَه
مَا انْزاحَ عَن مَوْكِبِ العَلْيَاءِ أَنْمُلةً
مِن صَهْوَةِ العِلمِ يَهْوَى قَهْرَ مَن سَجَنَه
ما طوَّعَتْهُ صُرُوفُ الحَرْبِ عن هَدَفٍ
حَتّى غَدَا سَابِقَاً فِي فِعْلِهِ زَمَنَه
لِأنَّ فِي نَفْسِهِ نُبلاً لقَدْ عَشِقَ ال
عَلْيا كَمَا عَشِقَتْ صَنْعَاؤهُ عَدَنَه
مُذْ كَانَ طِفْلاً شِرَاعَاهُ تُصِيبُ طُمُو
حاتٍ بِرُغْمِ الرِّيَاحِ استنفرت سُفُنَه
رُغْمَ الأَعَاصِيرِ، قَادَ الأُمْنِيَاتِ إِلَى
أرض المُنى، واستوى يَبْني بها يَمَنَه
والآنَ مَصْلُوبُ أحلامٍ لَهُ وطنٌ
قَدْ عادَ فيهِ الظلاميون والكَهَنَة
يا فجر أيلول عاد الليلُ ثانيةً
لمّا رأى شعبَنا في غفلةٍ طعنه
فالشعرُ دمعُ القلوب النازفات على
حلمٍ لشعبٍ أبيٍّ يشتكي وَثَنَه
الشعر في عصرنا أضحى رثا طلل
الأحلامَ عن صدرِ مَن في خيمةٍ سكنه
مَن يَحكمون البلاد اليومَ قد كفروا
بالنورِ فاستكثروا عن شمعنا ثمنه
أيلولُ ياركعةَ التاريخِ مُبتهلاً
في كعبةِ المجدِ في صنعائِنَا الحسنة
هل أَصْبَحَتْ أُمُّنَا صَنعاءُ مِقْصَلةً
لِلوَرْدِ فَاسْتَكْثَرُوا عن زَهْرِنا زَنَنَه
أيلولُ يا حُلمَنَا المَسْكُوبَ فِي دَمِنَا
أَهْدَافُكَ السِّتةُ البيضاءُ مُمْتَحَنَة
آباؤنا استشهدوا مِن أجلِها ونسوا
أن يجعلوها صلاة العِزِّ، أو سُنَنَه
حتى انبرى حولنا ذاك الدُّجى فرأى
مستقبلاً جاهزاً للبيعِ فارتهنه
لكننا سوف نحيا كي نعيدَ سرورَ
الشعبِ لا عاش مَن قَد طرَّزوا كَفَنَه
عطّانُ قُمْ واجمع الأحرارَ وامضِ بهِم
ردفان ناداكَ فاضرب باليَدِ الخَشِنَة
يا شعب تشرين كَبِّر رافعاً علماً
هذا الجنوبُ الأبي نادى لِتَحتَضِنَه