عد مارداً.. أيلول المجيد (شعر)
قصيدة عابد القيسي عد مارداً.. أيلول المجيد (شعر)
بهواك عشتُ العمرَ مشغولا
وأضأتُ قلبي فيك قنديلا
وطني زرعتُك ملءَ أوردتي
بُنًّا يمانياً ومحصولا
وجنيتُ حبَّك من ثمار دمي
فلَّاً تِهامياً وإكليلا
روحي التي تهواك ما قَبِلَتْ
للحبِّ تفسيراً وتأويلا
لم أختلقْ بالزيفِ أقنعةً
حتى أجيدَ الدورَ تمثيلا
إنّي اعتنقتُك ما انحرفتُ إلى
فكرٍ يطيع اليوم ضِلِّيلا
ورفضتُ قافلةَ القطيعِ إذا
ركعوا على الأقدامِ تقبيلا
تعزو إلى الأقيال عزتُنا
وإلى حضارة مأرب الأولى
ول(تُبَّعٍ) تصفو معادنُنا
والقَيل يبقى شامخاً قَيلا
والفرعُ يبقى دائماً أبداً
لكرامةِ الآباءِ موصولا
وطني حفظتُ سناك في خلدي
شعراً وقرآناً وإنجيلا
أنشدتُ حبَّك دونما خجلٍ
ونظمتُ أوزاني مواويلا
وعشقتُ دونك ثورةً حَمَلَتْ
للفجرِ والميلاد أيلولا
أيلول عاد وهذه مُدني
تدني الرؤوسَ وترفعُ الذَّيلا
ويُذَلُّ تحت ظلالِها أسدٌ
يخشى القرودَ ويحذر الغُولا
من جرعوه السمَّ أزمنةً
وبَنَوا من الأوهامِ أسطولا
لن يستعيدوا قبحَ دولتِهم
ما عاد أمر الجهل مقبولا
أيلول يا أسمى مبادئنا
هل صار هذا الدربُ مجهولا
حتى تطيلَ الفُرْسُ مخلبَها
ولها الزعامةُ واليد الطولى
عُدْ مَارداً يشقى الخؤون به
سيفاً على الدُّعار مسلولا
إني انتظرتك كلما اقتربت
شمسٌ وصار الصبح مأمولا
من رام أسبابَ الكفاحِ فلن
يبقى بقيد الخوف مغلولا
هذي البلاد لها قداستُها
جيلٌ يصون بِمَجْدِهِ جِيلا
25 سبتمبر 2020
عناوين ذات صلة: