السعودية وأمريكا
فتاح الحميري يكتب: السعودية وأمريكا
غالبا في كل مرحلة كانت السعودية مستعدة للتعامل مع تغييرات القرار الأمريكي. .وتحويله إلى صالحها بهدوء وبعيدا عن الصراعات والإستفزازات الإعلامية وهذا يذكرنا بما قاله رفيق الحريري "أن السعودية تعودت تصنع سياساتها بقنوات سرية بعيدا عن الإعلام".
وقبل ذلك منذ فترة الملك آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية فقد كان أذكى وأدهى من تعامل مع الغرب عموما ومع أمريكا تحديداً، وفقاً العديد من المراقبين والمؤرخين السياسين.
في المراحل الحديثة والمعاصرة استطاعت السعودية بأن تحقق نجاحات سياسية ودبلوماسية كبرى في ظروف ومراحل كانت أشد صعوبة ومخاطر كان قد هلل كل الأعداء وأسبتشروا بالحرب الأمريكية ضدها من أوباما إلى ترامب وحتى الآن بايدن.
الرئيس الديمقراطي والمثقف والحداثي والحقوقي"اوباما" بشر وأستبشر كل اعداء وخصوم السعودية بأنه مرحلته ستشهد خصومة وقطيعة سياسية كبيرة مع أمريكا ولكن أوباما ما أن وصل البيت الأبيض حتى غير منطقه وتفكيره واعرف أهمية السعودية وثلقها بالمنطقة فحظيت بثاني زيارة عربية بعد مصر وثالث زياة اسلامية بعد مصر وتركيا. انحنى أوباما للمك عبدالله على مرأى ومسمع من العالم بالبث المباشر للقنوات وخاطبة بجلالة الملك. وقد أيد أوباما حرب السعودية ضد المليشيات واعلن عن دعمها وهذا أكبر ما صدم وأحبط خصوم السعودية.
ترامب تعامل بأكثر خفة وشعبوية في حملته الانتخابية وتصريحاته ضد السعودية وقد رفع هذا معنوية خصوم السعودية إلى منتهاها وما أن وصل البيت الأبيض حتى حطم كل هذه المعنويات لخصوم السعودية وحظيت بأهتمامه وبأول زيارة له.
ونفس الأمر اليوم يتكرر مع بايدن ولكنه قد يبدوا حصيفا نوعا وتتعامل السعودية معه بكل ذكاء وحكمة ودهاء كما تعودت وما المبادرة السعودية اليوم لإيقاف الحرب إلا حركة سياسية ذكية لتثبت لأمريكاء تعنت هذه المليشيات وبأن السعودية تخوض الحرب مرغمه.
وبالتالي فأنه بكل ذكاء وحكمة حشرت السعودية المليشيات الحوثية في نقطة ضيقة، إما تقبل مبادرته لإيقاف الحرب فتحقق السعودية الحسنيين مع بعض ببوقت واحد الإنتصار العسكري والإنتصار السياسي. وإما أن ترفض المليشيات هذه المبادرة فتكون السعودية بذلك قد قدمت برهانا عملياً لإدارة بايدن بشأن رؤيتها.