[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

وهل هذه فعائل الأقيال أم السلالية؟ (3-3)

أحمد البتيت يكتب: وهل هذه فعائل الأقيال أم السلالية؟ (3-3)


مواصلة.. وفي اليمن: بعد السفاح عبد الله بن حمزة:

استمر الحال من بعد عبد الله بن حمزة السفاح على ما سار عليه هو وآباؤه، فحينًا يثور بعضهم على بعض فيدكون المسلمين في صراعاتهم، وحينًا يجترئون على القبائل باسم منع الزكاة أو عدم امتثال أحكام الأئمة، فعلى مدى 400عام، من عام 650ه، حتى عام 1000ه، نشبت في البلاد اليمنية حروب طاحنة، لا تهدأ إلا لتثوب، ولا تسكن إلا لتشتعل، ولا تبرد إلا ليحمى وطيسها، دمرت البلاد، وأهلكت العباد، وانتشرت الأمراض والأوبئة، وكان البقاء على قيد الحياة في تلك الفترة هو أكبر انجاز، وأهم انتصار!

فمن تلك الصراعات:

6. ادعاء المتوكل أحمد بن عبد الله الحمزة، 623 656ه، للإمامة، وأنه الأحق بها والأقدر عليها، ودخل في حروب مريرة وصراعات كبيرة، راح ضحيتها أبناء اليمن ومزارعهم ومدنهم.

7. ادعاء الحسن الحمزي، 656 668ه، للإمامة، ودخوله في صراعات ووقائع وحروب كثيرة، لفترة عشر سنوات تقريبًا.

8. ادعاء المنصور الحسن بن بدر الدين، 657 670 ه، للإمامة، واشتعال الصراعات بسبب ذلك، واستمرت الحرب والصراعات في حدود عشرين سنة.

9. ادعاء يحيى بن محمد السراجي، 659 696ه، للإمامة، ودخوله في صراعات كبيرة، راح ضحيتها أبناء اليمن وأموالهم.

10. ادعاء المطهر بن المهدي، 729 802ه، للإمامة، واشتعال الصرع بعد ذلك لأكثر من ستين عامًا.

11. ادعاء المهدي احمد بن يحي المرتضي، 793 840ه، للإمامة، ومحاولة تثبيت حكمه، ودخل في صراعات مريرة مع القبائل والأطراف المنافسة له من بني سلالته.

12. ادعاء المنصور الناصر بن محمد الناصر، 840 876ه، وخاض حروبًا شرسة من أجل تثبيت نفسه حاكمًا.

13. حروب محمد بن المنصور الناصر، 876 908ه، للاستيلاء على صنعاء، وقد تم له ذلك، وخرج منها الملك مظفر بن طاهر.

14. ادعاء المنصور محمد بن علي السرحي، 900 910ه، للإمامة، ودخوله في صراعات وحروب مع السلطان عامر بن عبد الوهاب.

15. ادعاء المتوكل يحي شرف الدين، 910 965ه، للإمامة، وتحالفه مع دول أخرى -المماليك- حتى أسقط الدولة الطاهرية، ثم عاد وحارب حلفاءه من المماليك وأبناء عمه الحمزات، واشتعل الصراع لأكثر من خمسين سنة.

16. خروج المطهر على والده شرف الدين، وأرسل جنوده لقتاله بتحالف مع جنود الدولة العثمانية الذين دخلوا اليمن للتو، عام 945ه، واستطاع المطهر أن يزيح والده ويعلن الإمامة لنفسه في صنعاء عام 959ه، وفي سبيل ذلك أزهقت الكثير من الأنفس اليمنية، وأهدرت الأموال وخربت الديار.

17. بعد وفاة المطهر هذا عام 980ه، اشتعلت الصراعات بين أبنائه، وتفرقت البلاد، وادعى كل واحد منهم أنه الأحق بالإمامة، واشتعلت الحروب بينهم، واستمر الأمر كذلك حتى أحكمت الدولة العثمانية بسط نفوذها على اليمن.

ثم ماذا بعد هذه الحقبة المظلمة من الصراعات المتعاقبة، هل هدأت تلك الصراعات التي أساسها ادعاء الأحقية في الحكم بسبب النسب الهاشمي؟
لا، فقد استمرت لكن ضمن فصول الدولة القاسمية التي حكمت لأكثر من 300 سنة، وإن كانت قد شهدت خلالها بعض الهدوء النسبي.

18. ادعاء القاسم بن محمد، 1006ه، للإمامة، ودخل في حروب شرسة ضد المتوكل عبدالله المؤيدي وحلفائه العثمانيين، وكانت له الغلبة حينًا، ولهم حينًا آخر، والثابت في الحينين هو هلاك اليمنيين في حروبهم وصراعاتهم، واستحلال أموالهم، وخراب مزارعهم وديارهم. وقد استمر الحكم في أحفاده حتى عام 1382ه.

19. انتقل الحكم بعدها لابنه محمد المؤيد، ودخل في حروب كبيرة مع الدولة العثمانية، واستمرت الصراعات والحروب حتى عام 1045ه، حيث ضعفت الدولة العثمانية وانحسرت فاعليتها في اليمن.

20. اشتعال الصراع بين إخوة محمد المؤيد بعد وفاته، ودخلوا في حروب مريره، ضحيتها أهل اليمن، حتى استتب الوضع للمتوكل إسماعيل بن القاسم، واستقرت اليمن في عهده قليلًا، رغم تكفيره للمخالفين من اليمنيين، ممن هم تحت حكم العثمانيين.

21. اندلعت الصراعات والحروب مجددًا بعد وفاة المتوكل إسماعيل، وتفرقت اليمن في إمارات متعددة، كل أمير يرى نفسه الأحق لأنه الأقرب نسبًا، فهو الأجدر حكمًا، ولولا خوف الملالة من الإطالة لسقت لك شيئًا من صراعتهم تلك وتقاسمهم لليمن، وإخضاع أهلها لهم.

ثم ماذا؟ تابع الجزء الأخير..

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى