الحوثي وانكسار الزخم
دكتور ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في بريطانيا يكتب حول الحوثي وانكسار الزخم
تعرضت المليشيات الحوثية مؤخراً لخسائر سياسية كبيرة بعد أت اعتقدت أنها أخذت تحصد مواقف دولية ناعمة ستمكنها من توظيفها لتسويق خياراتها العسكرية في مواجهة الجهود الدولية والاقليمية للحل السلمي.
كان قرار الادارة الأمريكية الجديدة برفعها من قائمة الارهاب قد سجل مؤشراً على هذا الطريق، لم تستطع الجماعة أن تقرأه على نحو صحيح. فعلى عكس ما توقعته الادارة الأمريكية من أن قرار الرفع سيؤدي إلى نوع من التهدئة، ويجعل لكلمتها قدراً من المكانة لديهم وعربون تفاهم، قاموا بتكثيف الهجوم على مأرب على نحو غير مسبوق، وفسروا القرار على غير دوافعه، وقام وكلاء إيران في الإقليم بإطلاق تصريحات مفادها أن معركة مأرب مصيرية !! ولم يفسر أي منهم ماذا يعنيه ب" مصيرية".
لقد بات واضحاً "لمن كان قلب أو ألقى السمع" بأن معركة مأرب هي معركة إيران في المقام الأول، معركتها التي تفوق معاركها الإقليمية الأخرى حيث تتوسط مارب منطقة ذات أهمية استراتيجية هي خاصرة الجزيرة العربية بما فيها من ثروات حاضرة ومستقبلية، وما تمثله من أهمية جيو سياسية.. وما الحوثيون في هذه المغامرة سوى مخلب في ذراعها التي تقرر متى تحارب ومتى تتوقف وفقاً لمصالحها الأكبر والأهم.
لم يكن الحوثيون في وضع مريح بسبب هذا الاستقطاب الذي أخذ ينمو بين ظهرانيهم بعد القرار الأمريكي وما ترتب عليه من استجابة داخليةجزئية من ناحية، وموقف إيران الرافض الذي عبر عنه "إيرلو " بتصريحات نارية تجاه الرخاوة التي تملكت البعض من قيادات الجماعة على حد زعمه من ناحية أخرى.
في تلك الأثناء كان الخطاب الأمريكي الإيجابي نسبياً بشأن مفاوضات الاتفاق النووي في "ڤيينا" مع إيران قد مهد لتحرك دبلوماسي لكل من المبعوث الأمريكي والمبعوث الأممي لمناقشة الخطوط العريضة لخطة السلام، وكان لا بد أن تكون إيران محطة وسيطة لتأكيد حضورها في معادلة الحل كناصح، لكنها لم تقبل بأقل من أن تعامل كصاحب مصلحة، وهو أمر أفصح عنه المسئولون الإيرانيون، مما يعني أن معركة مارب، في نظرهم، حققت المرحلة الأولى من أهدافها لتبقى بعد ذلك ورقة مساومة تديرها إيران.
المجتمع الدولي، الذي ظل، عند الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن، يطلب دليلا على دلك، بات الآن متأكد تماماً أن الحوثي لا يستطيع أن يصنع سلاماً بدون موافقة إيران، باعتبارها صاحبة المصلحة التي تقرر استمرار الحرب أو السلام.
كانت هذه هي النقطة التي كسر عندها الزخم الحوثي ليعرف العالم أنها مجموعة مغامرة تعيش على سفك دماء اليمنيين، وتتسكع داخل خرافة "انتزاع اليمن من يد أبنائه"، ومحاصرة داخل ميرات من الوهم، أخذت أوضاره تنثال على رأسها في مشهد لا يمكن قراءته إلا بأنه مؤشر على السقوط.
رفض السلام، ومواصلة سفك دماء اليمنيين، وانهاكهم.. هي الوسائل التي تعتقد هذه الجماعة أنها تبقيهم في المشهد وفقاً للمقاربة التي تجعل من تدهور الظروف الانسانية دافعاً لحل يضعون فيه شروطهم على طاولة لا تتسع لغيرها.
في مسار معاكس لما يفكرون فيه، يمكننا قراءة ما ورد على لسان المبعوث الأممي في مؤتمره الصحفي في صنعاء مؤخراً، ومعه الخيبة التي عبرت عنها الخارجية الأمريكية، والتي كانت قد تحمست لرفعهم من قائمة الارهاب، تجاه رفض الجماعة لخطة السلام، وأخيراً الاشارات القوية لوزيرة خارجية السويد في مسقط مؤخراً والتي أوصلت للجماعة رسالة واضحة بشأن وقف الحرب.
ولا بد من النظر بجدية إلى زيارة الوفد العماني إلى صنعاء يومنا هذا، وما يعينه ذلك من انحسار لزخم كان فيه الحوثي مثار نقع لخيل إيران في بقعة من الأرض لم يصح أهلها بعد على صوت الانذارات المتكررة بأن لا مكان لهم تحت الشمس إلا كصناع للقرار المنظم لحياتهم.
تعرضت المليشيات الحوثية مؤخراً لخسائر سياسية كبيرة بعد أت اعتقدت أنها أخذت تحصد مواقف دولية ناعمة ستمكنها من توظيفها لتسويق خياراتها العسكرية في مواجهة الجهود الدولية والاقليمية للحل السلمي.
كان قرار الادارة الأمريكية الجديدة برفعها من قائمة الارهاب قد سجل مؤشراً على هذا الطريق، لم تستطع الجماعة أن تقرأه على نحو صحيح. فعلى عكس ما توقعته الادارة الأمريكية من أن قرار الرفع سيؤدي إلى نوع من التهدئة، ويجعل لكلمتها قدراً من المكانة لديهم وعربون تفاهم، قاموا بتكثيف الهجوم على مأرب على نحو غير مسبوق، وفسروا القرار على غير دوافعه، وقام وكلاء إيران في الإقليم بإطلاق تصريحات مفادها أن معركة مأرب مصيرية !! ولم يفسر أي منهم ماذا يعنيه ب" مصيرية".
لقد بات واضحاً "لمن كان قلب أو ألقى السمع" بأن معركة مأرب هي معركة إيران في المقام الأول، معركتها التي تفوق معاركها الإقليمية الأخرى حيث تتوسط مارب منطقة ذات أهمية استراتيجية هي خاصرة الجزيرة العربية بما فيها من ثروات حاضرة ومستقبلية، وما تمثله من أهمية جيو سياسية.. وما الحوثيون في هذه المغامرة سوى مخلب في ذراعها التي تقرر متى تحارب ومتى تتوقف وفقاً لمصالحها الأكبر والأهم.
لم يكن الحوثيون في وضع مريح بسبب هذا الاستقطاب الذي أخذ ينمو بين ظهرانيهم بعد القرار الأمريكي وما ترتب عليه من استجابة داخليةجزئية من ناحية، وموقف إيران الرافض الذي عبر عنه "إيرلو " بتصريحات نارية تجاه الرخاوة التي تملكت البعض من قيادات الجماعة على حد زعمه من ناحية أخرى.
في تلك الأثناء كان الخطاب الأمريكي الإيجابي نسبياً بشأن مفاوضات الاتفاق النووي في "ڤيينا" مع إيران قد مهد لتحرك دبلوماسي لكل من المبعوث الأمريكي والمبعوث الأممي لمناقشة الخطوط العريضة لخطة السلام، وكان لا بد أن تكون إيران محطة وسيطة لتأكيد حضورها في معادلة الحل كناصح، لكنها لم تقبل بأقل من أن تعامل كصاحب مصلحة، وهو أمر أفصح عنه المسئولون الإيرانيون، مما يعني أن معركة مارب، في نظرهم، حققت المرحلة الأولى من أهدافها لتبقى بعد ذلك ورقة مساومة تديرها إيران.
المجتمع الدولي، الذي ظل، عند الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن، يطلب دليلا على دلك، بات الآن متأكد تماماً أن الحوثي لا يستطيع أن يصنع سلاماً بدون موافقة إيران، باعتبارها صاحبة المصلحة التي تقرر استمرار الحرب أو السلام.
كانت هذه هي النقطة التي كسر عندها الزخم الحوثي ليعرف العالم أنها مجموعة مغامرة تعيش على سفك دماء اليمنيين، وتتسكع داخل خرافة "انتزاع اليمن من يد أبنائه"، ومحاصرة داخل ميرات من الوهم، أخذت أوضاره تنثال على رأسها في مشهد لا يمكن قراءته إلا بأنه مؤشر على السقوط.
رفض السلام، ومواصلة سفك دماء اليمنيين، وانهاكهم.. هي الوسائل التي تعتقد هذه الجماعة أنها تبقيهم في المشهد وفقاً للمقاربة التي تجعل من تدهور الظروف الانسانية دافعاً لحل يضعون فيه شروطهم على طاولة لا تتسع لغيرها.
في مسار معاكس لما يفكرون فيه، يمكننا قراءة ما ورد على لسان المبعوث الأممي في مؤتمره الصحفي في صنعاء مؤخراً، ومعه الخيبة التي عبرت عنها الخارجية الأمريكية، والتي كانت قد تحمست لرفعهم من قائمة الارهاب، تجاه رفض الجماعة لخطة السلام، وأخيراً الاشارات القوية لوزيرة خارجية السويد في مسقط مؤخراً والتي أوصلت للجماعة رسالة واضحة بشأن وقف الحرب.
ولا بد من النظر بجدية إلى زيارة الوفد العماني إلى صنعاء يومنا هذا، وما يعينه ذلك من انحسار لزخم كان فيه الحوثي مثار نقع لخيل إيران في بقعة من الأرض لم يصح أهلها بعد على صوت الانذارات المتكررة بأن لا مكان لهم تحت الشمس إلا كصناع للقرار المنظم لحياتهم.
تعرضت المليشيات الحوثية مؤخراً لخسائر سياسية كبيرة بعد أت اعتقدت أنها أخذت تحصد مواقف دولية ناعمة ستمكنها من توظيفها لتسويق خياراتها العسكرية في مواجهة الجهود الدولية والاقليمية للحل السلمي.
كان قرار الادارة الأمريكية الجديدة برفعها من قائمة الارهاب قد سجل مؤشراً على هذا الطريق، لم تستطع الجماعة أن تقرأه على نحو صحيح. فعلى عكس ما توقعته الادارة الأمريكية من أن قرار الرفع سيؤدي إلى نوع من التهدئة، ويجعل لكلمتها قدراً من المكانة لديهم وعربون تفاهم، قاموا بتكثيف الهجوم على مأرب على نحو غير مسبوق، وفسروا القرار على غير دوافعه، وقام وكلاء إيران في الإقليم بإطلاق تصريحات مفادها أن معركة مأرب مصيرية !! ولم يفسر أي منهم ماذا يعنيه ب" مصيرية".
لقد بات واضحاً "لمن كان قلب أو ألقى السمع" بأن معركة مأرب هي معركة إيران في المقام الأول، معركتها التي تفوق معاركها الإقليمية الأخرى حيث تتوسط مارب منطقة ذات أهمية استراتيجية هي خاصرة الجزيرة العربية بما فيها من ثروات حاضرة ومستقبلية، وما تمثله من أهمية جيو سياسية.. وما الحوثيون في هذه المغامرة سوى مخلب في ذراعها التي تقرر متى تحارب ومتى تتوقف وفقاً لمصالحها الأكبر والأهم.
لم يكن الحوثيون في وضع مريح بسبب هذا الاستقطاب الذي أخذ ينمو بين ظهرانيهم بعد القرار الأمريكي وما ترتب عليه من استجابة داخليةجزئية من ناحية، وموقف إيران الرافض الذي عبر عنه "إيرلو " بتصريحات نارية تجاه الرخاوة التي تملكت البعض من قيادات الجماعة على حد زعمه من ناحية أخرى.
في تلك الأثناء كان الخطاب الأمريكي الإيجابي نسبياً بشأن مفاوضات الاتفاق النووي في "ڤيينا" مع إيران قد مهد لتحرك دبلوماسي لكل من المبعوث الأمريكي والمبعوث الأممي لمناقشة الخطوط العريضة لخطة السلام، وكان لا بد أن تكون إيران محطة وسيطة لتأكيد حضورها في معادلة الحل كناصح، لكنها لم تقبل بأقل من أن تعامل كصاحب مصلحة، وهو أمر أفصح عنه المسئولون الإيرانيون، مما يعني أن معركة مارب، في نظرهم، حققت المرحلة الأولى من أهدافها لتبقى بعد ذلك ورقة مساومة تديرها إيران.
المجتمع الدولي، الذي ظل، عند الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن، يطلب دليلا على دلك، بات الآن متأكد تماماً أن الحوثي لا يستطيع أن يصنع سلاماً بدون موافقة إيران، باعتبارها صاحبة المصلحة التي تقرر استمرار الحرب أو السلام.
كانت هذه هي النقطة التي كسر عندها الزخم الحوثي ليعرف العالم أنها مجموعة مغامرة تعيش على سفك دماء اليمنيين، وتتسكع داخل خرافة "انتزاع اليمن من يد أبنائه"، ومحاصرة داخل ميرات من الوهم، أخذت أوضاره تنثال على رأسها في مشهد لا يمكن قراءته إلا بأنه مؤشر على السقوط.
رفض السلام، ومواصلة سفك دماء اليمنيين، وانهاكهم.. هي الوسائل التي تعتقد هذه الجماعة أنها تبقيهم في المشهد وفقاً للمقاربة التي تجعل من تدهور الظروف الانسانية دافعاً لحل يضعون فيه شروطهم على طاولة لا تتسع لغيرها.
في مسار معاكس لما يفكرون فيه، يمكننا قراءة ما ورد على لسان المبعوث الأممي في مؤتمره الصحفي في صنعاء مؤخراً، ومعه الخيبة التي عبرت عنها الخارجية الأمريكية، والتي كانت قد تحمست لرفعهم من قائمة الارهاب، تجاه رفض الجماعة لخطة السلام، وأخيراً الاشارات القوية لوزيرة خارجية السويد في مسقط مؤخراً والتي أوصلت للجماعة رسالة واضحة بشأن وقف الحرب.
ولا بد من النظر بجدية إلى زيارة الوفد العماني إلى صنعاء يومنا هذا، وما يعينه ذلك من انحسار لزخم كان فيه الحوثي مثار نقع لخيل إيران في بقعة من الأرض لم يصح أهلها بعد على صوت الانذارات المتكررة بأن لا مكان لهم تحت الشمس إلا كصناع للقرار المنظم لحياتهم.
- صفحة الكاتب
عناوين ذات صلة: