عمالقة الشعر الغنائي اليمني.. القاضي عبدالرحمن الآنسي نموذجاً
مجيب الحميدي يكتب: عمالقة الشعر الغنائي اليمني.. القاضي عبدالرحمن الآنسي نموذجاً
بقصائده الغنائية التي غناها كبار الفنانين اليمنيين يتصدر القاضي عبدالرحمن بن يحيى الآنسي قائمة أشهر شعراء الغناء الحميني اليمني، و أشهر دواوينه "ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار" الذي حققه الرئيس الراحل عبدالرحمن الإرياني.
كان الآنسي صديقاً مقرباً من العلامة محمد بن علي الشوكاني وجرت بينهما مراسلات شعرية أوردها الشوكاني في ترجمته للآنسي في "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" وتجلى إعجاب الشوكاني بالآنسي بصورة فارقة، فوصفه بالعفة والمهابة والصرامة في الحق وحسن التدبير والإقدام والتعمق في العلم وصفاء الذهن الوقّاد و الفكر النقّاد، وقال إنه اجتمع به ورأى من حسن محاضرته وطيب منادمته وقوة ذهنه وسرعة فهمه ما يقصر عنه الوصف وذكر ما جرى بينهما من مراسلات شعرية وأكد إن وجود هذا الشاعر الفاضل صاحب الشعر الفائق والنظم الرائق من أعظم الأدلة على أن ذلك العصر لم يكن خالياً من قائم بشرعة الأداب.
ومدحه الشوكاني بقصيدة من روائع شعره يقول في مقدمتها "فدونك أَيهَا الحبيب مُرَاجعَة من لم يحظ من قربك بِنَصِيب وَشرب من صاب بَيْنك بأقداح وغصّ لفراقك بِالْمَاءِ القراح". ويستهل القصيدة:
دعي لومي على فرطِ الْهَوَاء
وداوي أن قدرتِ على الدَّوَاء
ويخاطب الآنسي فيقول:
فيا من صَار فِي سلك المعالي
هُوَ الدرّ النفيس لكل رَاءِ
وضمّخ مسمع الأيام طيباً
بِمَا قد طَابَ من حسن الثَّنَاءِ
وَقَامَ بفترة الْآدَاب يَدْعُو
وفي يمناه خافقة اللِّوَاءِ
بلغت من الْعُلُوم إلى مَكَان
تمكّن في السمو وَفِي السناءِ
قعدت من البلاغة فِي مَحل
بِهِ الصابي يعود إلى الصباءِ
وصغت من القريض بَنَات فكر
دفعت بهَا الورى نَحْو الوراءِ
وفي آخر القصيدة يبث الشوكاني نفثة الختام:
وهذي نفثة من صدر حر
أَطَالَ ذيولها صدق الإخاءِ
أغنية عن ساكني صنعاء بصوت أحمد السنيدار
عناوين ذات صلة: