حق العمراني على أبناء اليمن
د. عبدالواسع الحميري يكتب: حق العمراني على أبناء اليمن
من حق مفتي الجمهورية على أبنائه؛ أبناء الجمهورية، أن يصغوا لوصيته الأخيرة، وأن يولوها جل اهتمامهم، فهما لها، وعملا بفحواها، وألا يكتفوا بمجرد التأثر العابر بها.
فما أدهشني حقا وأنا أعيد الاستماع إلى هذه الوصية؛ قليلة الكلمات كثيرة المعاني والدلالات:
أن الفقيد، رحمه الله، قرن بين مبدأين جامعين من مبادى الدين الكلية، هما مبدآ: التقوى والحرية، ليؤكد لليمنيين أنه لا تقوى بدون حرية ولا حرية بدون تقوى.
ثم ربط بين الحرية وشرطها في الواقع، ممثلا في ضرورة تحررهم من عبودية كل عبيد السياسة وسدنتها، لاسيما أؤلئك الذين امتطوا الدين لتحقيق أهداف السياسة، فأفسدوا الدين والدنيا معا، وجروا البلاد والعباد إلى هاوية الحرب والدمار التي بات يشهدها كل ذي عين.
فحذرهم من خطر (التحزب) السياسي أو المذهبي على أسس دينية عقدية، لأن من شأن ذلك أنه يخلق نوعا من (التدين السياسي) الزائف الذي يجعل من الدين بمفاهيمه الواسعة وقيمه النبيلة مجرد أدوات ووسائل لمواجهة الخصوم، فضلا عن أنه يستلب من الأحرار حريتهم ويحولهم إلى مجرد قطعان متوحشة من العبيد التابعة لقادة تلك الأحزاب والمذاهب أو الطوائف..
ثم عاد أخيرا فكرر وصيته بتقوى الله والمحافظة على الصلاة والصيام، وكأنه بهذا أراد أن يلفت نظر اليمنيين إلى أن دينهم ووطنهم أصبحا في خطر حقيقي، وأنه ما من عاصم لهم إلا في العودة الصادقة إلى الله، والتمسك بحبله المتين، بعيدا عن ألاعيب الساسة والسياسيين.
عناوين ذات صلة: