قيادات الشتات والمنافي
يحيى الأحمدي يكتب عن قيادات الشتات والمنافي
قال السفير السعودي لدى الامم المتحدة إن اليمن بحاجة إلى أن تكون القيادة الشرعية في الداخل، وأن تكون القيادة العليا وقيادة الصف الاول بجوار شعبها.
نعم، يا سعادة السفير.. هذا هو جوهر المشكلة في اليمن، لقد ترك هؤلاء العابثين المهمة الأساسية لهم وأداروا ظهورهم للمعركة الوطنية المقدسة، وقدموا قضيتنا بأسوأ تقديم.
هل تعلمون أيها الناس أنه بالتزامن مع هذه المعركة البطولية، وحالة الاستنفار القصوى التي تشهدها الجبهات المشتعلة وما يبذل المقاتلون في الميدان من جهود جبارة وتضحيات خالدة هناك معركة أخرى معركة تسحق المواطن وتفتك به وتجهز على ما بقي من جسده المنهك تتمثل في تدهور العملة النقدية والغلاء الفاحش في الأسعار..
هذه المعركة بكل أسف لا أحد في مواجهتها، لا بطولات ولا تضحيات في التصدي لها، لقد ترك المعنيون مواقعهم وفروا بما في أيديهم ليجد المواطن نفسه وحيدا في مواجهتها بأنينه وحسراته..
لا أعتقد أبدا أن العالم قد أصبح بكل هذه القسوة علينا، ولا يمكن أن المعالجات أصبحت مستحيلة أو أن هذا التدهور قدر إلهي وكارثة طبيعية خارجة عن قدرات البشر..
لكنه الفشل المرعب الذي أصبح سمة في هذا الفريق الذي يتولى إدارة المرحلة..هذا العار الذي يكتفي بترتيب أوضاعه ويدير للمواطن ظهره..هؤلاء النكبة الذين يتصدرون المشهد وهم في كامل الغياب، غياب أفقدهم ثقة الأشقاء والأصدقاء، وأصبحوا واحدة من كوارث هذا الشعب.هذا الفريق الذي فهم دوره على أنه مرتب بالعملة الصعبة وشقة سكنية وتغريدة في تويتر.
لقد وضعتم العالم في حرج شديد، وليس أدل على ذلك من تذمر المسئول الأممي الذي عبر عن خيبة أمله مبديا انزعاجه من الجري وراء "قيادة الشتات" بين العواصم.
إنكم نكبة تضاف إلى نكبات هذا الشعب، وإذا كان الحوثي مجموعة من اللعنات فأنتم واحدة من لعناته، وأداة من الأدوات التي يستخدمها في تحقيق مشروعه..