صحف

مأرب.. استدعاء عاجل لقيادة الجيش ومسؤولي الشرعية

رئيس تحرير موقع الساحل الغربي أمين الوائلي يكتب: معركة مأرب.. استدعاء عاجل لقيادة الجيش ومسؤولي الشرعية


ينفرد متحدثو المليشيات بالمنصات والإحاطات المكثفة تجاه الحرب ومعركة مأرب المتفاقمة بالخصوص، بينما يترك المعنيون في الشرعية الرأي العام فريسة للقلق والشكوك وللمصادر الحوثية. يجدر أن يكون هذا السياق بمثابة استدعاء عاجل لقيادة ومسؤولي الجبهة والسلطة في الشرعية وحكومتها إلى/ وباسم الرأي العام.

تتمهل أو تتأخر الجهات الرسمية المعنية والمباشرة، العسكرية والسياسية معاً، في جانب الشرعية اليمنية، في إعطاء إيضاحات وإحاطات يومية -دورية- كآلية ثابتة على جبهة الإعلام.. وإعلام الرأي العام بشأن المستجدات والتطورات الباعثة على الترقب والحيرة والمكثفة للشكوك سيما تجاه الأحداث الساخنة والمسارات اليومية للعمليات العسكرية بالخصوص تجاه معارك/ معركة مأرب، فيما يكثف مسؤولو قيادات المليشيات الحوثية الانقلابية التغطية في منافذ ومنصات الإعلام والنشر والتواصل الاجتماعي، الأمر الذي يزيد في الشكوك ومساحة القلق والشعور بالتيه لدى قطاع واسع من اليمنيين، كما يعكس نفسه في تدوينات وتغريدات تغرق المنصات ولا يبدو أنها تلقى بالاً أو تشكل فارقاً لدى الجانب الرسمي والمعنيين بالأمر.

مثلت التطورات السيئة والزاحفة خلال الأيام القليلة الماضية بما فيها التطورات العسكرية والميدانية على جبهتي ومديريتي العبدية ثم الجوبة، محكاً جارحاً لمسلمات وشكوك تتصارع في أذهان وأفكار اليمنيين، إلا أن غياب المصدر العسكري والسياسي والإعلامي الرسمي يزيد من الغموض ويوفر سبباً يومياً وسيئاً لتسيد الشكوك والتجهيل في مقابل الضخ اليومي المكثف من قبل عشرات المصادر والمستويات الرسمية وشبه الرسمية للمليشيات الحوثية، وأخيراً وخلال ثلاثة أيام متتالية يتصدى متحدث عسكري (سريع) ووزير دفاع المليشيات (عاطف) ومفاوض ومتحدث الجماعة (فليتة) للتحدث والإحاطة بشأن معركة مأرب، ناهيك عن عشرات آخرين من نفس المستوى أو أقل وما في مستواه عبر الإعلام بمختلف منصاته وأدواته وسجالات يوميات التواصل الاجتماعي.

لم يصدر أي إعلان توضيحي بشأن معركتي العبدية والجوبة تباعاً من قبل الدفاع وقوات الجيش والجهات المعنية في الحكومة والسلطة الشرعية، سواءً عبر متحدث عسكري أو قيادة الدفاع والجيش أو من يمثل الرسمي في الإحاطة والإفادة. حتى بات الناس مجبرين تحت هذا الغياب والتغييب والتجهيل إلى أخذ معلوماتهم من مصادر الحوثيين (..).

في سياق واحد، تتطابق تصريحات وإفادات متحدثي وقيادات المليشيات حول معارك مديريات محيط مأرب وبشأن معركة مأرب إجمالاً، حد أنهم يقرعون أجراس النهاية أو الجولة الأخيرة (..)، حسبما تفيد تصريحات فليتة عبدالسلام وتذهب لهجة وحدة وزير دفاع المليشيات الذي قال إن "الحرب الكونية على اليمن" (..) قد فشلت وأنه ما على العالم إلا الاعتراف. وقال إن معركة مأرب انتهت والمتبقي ليس إلا مسألة وقت وأيام. هكذا يغرد عبدالسلام فليتة في تويتر أيضاً وفي هذا السياق والتوجه بلغة سياسية تجاه قبائل مأرب - كمن يباشر إعطاء الأمان أو الضمانات (..).

لكن ليس هذا أسوأ ما في الأمر، بل غياب الند والنظير والمصادر المسؤولة في الطرف الآخر. إن هذا الصمت الموحش والتجاهل المزمن والتجهيل المحبط لا يعبر عن إدراك بخطورة اللحظة وخطأ الغياب عن الإعلام والرأي العام أولاً بأول.

وأياً كانت الحسابات والمعطيات الميدانية والعسكرية، فإن القيادة - قيادة معركة مصيرية كالتي تعتمل قُدماً مخاطبة ومسؤولة تجاه مجتمع وشعب وجماهير ورأي عام.

زر الذهاب إلى الأعلى