نقش يسجل فتح ملك اليمن التبع شمر يهرعش لبلاد فارس - المؤرخ زيد محمد حسين الفرح
يسجل النقش المسند رقم 31 -شرف- من معبد باران أن القائد القيل (ريمان ذو حزفر) قدم تمثالا ذهبيا إلى المعبد حمدا للإله على النصر والغنائم في الغزوات التى رافق فيها سيده (شمر يهرعش ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمانت) والتى شملت افتتاح بلدان (قط / وصف / وكوك مملكة فارس / وأرض تناخ) والعودة منها بالنصر والعافية.
وقد كانت تلك الانتصارات ما بين عام 811 إلى 820 قبل الميلاد، وعلى ضوء ذلك قال المؤرخ شرف الدين في تعليقه عن النقش إنه (.. كتب عن أمر ملك كبير هو شمر يهرعش الذي بلغ سلطانه ذروة القوة ورفرفت راياته في الشام وفارس وغيرها) [تاريخ اليمن الثقافي - أحمد شرف الدين - ص 63].
وبذلك يتعزز ما ذكرته كتب التاريخ التراثية عن مصادرها الأقدم حول واقعة افتتاح شمر يهرعش لبلاد فارس وما والاها ووقوع الملك كيكاوس ملك فارس أسيرا ثم أتى ابن كيكاوس إلى شمر يرعش ساعيا في إطلاق سراح أبيه واستعان بالأميرة (سعدى بنت شمر يرعش) فأقنعت الأميرة سعدى أباها شمر يرعش بإطلاق سراح كيكاوس وأن يعود ملك لبلاد فارس ومواليا لدولة سبأ.
فأطلق شمر يرعش سراح كيكاوس حيث كما قال نشوان (عفا وسرحه بحسن سراح)، وفرض عليه أمورا حيث تذكر كتب التراث أنه (جعل شمر يرعش على فارس ألف درع يؤدونها كل عام ومثل ذلك الخراج سيوفا). ولكن الأهم من ذلك هو نشر السلام تأمين الطرق والأنشطة والمصالح التجارية والقواعد والمحطات التجارية لدولة سبأ وحلفائها الآراميين والتى تم نشرها في بلاد فارس.
وقد قال المؤرخ نشوان الحميري في قصيدته عن التبابعه يذكر فتح شمر يرعش لبلاد فارس ومشارقها ونبأ كيكاوس ملك فارس في شرح قصيدة نشوان الحميري:
أم أين شمر يرعشَ الملك الذي
ملك الورى بالعف والاسجاحِ
وأتى بمالك فارسٍ كيكاوسٍ
في القيد يرفل مثخناً بجراحِ
فأقامه في بئر مأرب برهةً
في السجن يجأر معلناً بصياحِ
فاستوهبت سعدى أباها ذنبه
فعفا وسرّحه بحسنِ سراحِ