القردعيون (شعر)
قصيدة للشاعر زكريا الغمدي تحت عنوان: القردعيون (شعر)
أقيالُنا للْمَجدِ قَدْ كَبَّروا
كالأُسْدِ مِن غَاباتِهم زَمجَروا
خطّوا لنا بالضوء في صخرةٍ
نقشاً بهِ تاريخنا يذخرُ
أيقونةٌ كانوا وكنّا بِهمْ
في كل أعراسِ الهوى نحضرُ
يا كل حلمٍ شعَّ في موطني
يا روضةً في غصنِها نزْهرُ
أقيالُنا داسوا خُرافاتِ مَنْ
تاهوا مع أوهامِهم وانْبَروا
الحميريّونَ الأباةُ ارتقوا،
من قبْلنا المجدَ الذي سَطّروا
ظَلّوا جُسوراً نحو أحلامِنا
العظمى، على أنفاقِها نَعبرُ
نمشي على آثارهم نقتفي
كالرّيحِ لا نَهْدا ولا نفْتُرُ
هم كبرياء الصبح من حولنا
ونحنُ من حول الضّحى عَسكرُ
هم نكهة الأعناب في شِعرِنا
ونحن في كاساتهم سُكّرُ
ونحنُ حقاً مَن بِهمْ آمنَ ال
تّاريخُ من قبل الورى يظهرُ
نحنُ ابتداءُ الدّهرِ لا أمةً
-من قبلنا- أمجادها تُذكرُ
لا تسألوا الأقيال عن مَجْدِهِم
لأنهم أصل لمن شمروا
من بعدما اغتيلت حضاراتهم
جاؤوا من الأعلى لكي يثأروا
فالقردعيّون النشامى لهم
سيفٌ بساح الحرب لا يقهرُ
والمأربيّون أولو قوةٍ
من بأسهم لا يبرحَ المُنكَرُ
أقيالُ هذي الأرض أضحوا لنا
فخراً ولا زلنا بهم نفخرُ
فالهامشيّونَ الذين اقتفوا
حضارة الأقيال قد أُحْصِروا
كم حاولوا تجسيد أحلامَهُمْ
لكنهم من حلمهم أصغَرُ
بل حاولوا تصعيد أحقادَهُمْ
حتى على الدّينِ الذي انكروا
خانوا كتاب الله واستحدثوا
من دونهِ الفقه الذي زوّروا
إن السلاليين أضحوكةً
في هامشِ التّاريخ تُستَحقَرُ
كانت ولا زالت خطيئاتهم
كالذنب لا تمحى ولا تُغفرُ
نحن امتدادُ الدهر من حميرٍ
وعرشُ بلقيسٍ.. لنا مشعَرُ
كل الحضاراتِ التي سُميت
من مسندٍ في النقشِ تُستَحضَرُ
من فكرةٍ في بالِ اسطورةٍ
معنى حضاراتنا.. يَخطُرُ
قد خاب من ظن انكسارتنا
فنحنُ كالفولاذ لا نُكسرُ