آراء

اعتذار فاخوري ناقص

مصطفى ناجي الجبزي يكتب: اعتذار فاخوري ناقص


اليمنيون في هذه اللحظة من الحرب والدمار أشبه بتنين مكسور وجريح. ينفث النار في كل اتجاه. سلوكهم على وسائل التواصل مفرط في التحيز والغضب لأنفسهم. ذاتهم الجمعية جريحة ويغضبون من الاساءات المقصودة وغير المقصودة وقد يسيؤون الفهم والتأويل.

‏قدرة الذاكرة البشرية على الاستحضار التلقائي محدودة وإلا ما استحدث الأنسان وسائل حفظ المعلومات وتفنن في ابتكارها وتوسعة قدرتها على الحفظ منذ أول تكة مسمارية على لوح الطين إلى عالم السحب الاليكترونية.

تعاملَ مذيع قناة الجزيرة فاخوري مع المواطن اليمني عبد الرقيب اليافعي الذي يعرّف نفسه بالكمبيوتر في معرفة شؤون وشجون كرة القدم والمونديال بتحدي الإفشال وقدّم أسئلة للإعجاز بميكانيكية تثير الشفقة وهو أجهل بالرياضة.

‏ لو كان أحمد الفاخوري رياضياً ما طرح تلك الاسئلة التي بلا روح. يقول المثل :اعطِ الخبز للخبّاز.

أحب في الفاخوري لغته العربية واحرص على إسماع أولادي مقاطعه المصورة على قناته في اليوتيوب رغم تحفظ ابني الأكبر على صوته الرتيب والمفخم المبالغ في التصوير لكني لا أحب شخصيته.

يحق لليافعي أن يفاخر بذاكرته وشغفة للكرة وعالمها. وأنا شخصياً اغبطه على ذاكرته وشغفه. ولا معنى لفشله في الإجابة على كامل اسئلة الفاخوري التي أعدت له سلفاً.

اذ ان الخطأ وارد جداً. وليس اليافعي أول من يفشل في الإجابة على أسئلة في التلفاز. كم هي برامج المسابقات المتلفزة في العالم وكم عدد من يفوزون بالإجابة على كامل الأسئلة. من يقول مسابقة فإنه أمام احتمالين: إما الفشل أو النجاح ويتقبلها بروح رياضية رحبة.

لكن الفاخوري لم يكن مؤهلاً لعمل مسابقات تضفى عليها روح المرح والتشجيع والمتعة رغم ما فيها من تشويق وحبس انفاس. بدت ذهنية الفاخوري كأنه يطرح ذاته رهاناً وليس من يقدّم مادةً ترفيهةً عمادها معلومات الأسئلة التي يطرح لها مقياس في التدرج والصعوبة غايتها بيداغوجية وتعزيز الثقافة العامة وترفيهية وليست تحديداً لمستوى المعارف في مجال ما.

ربما شخصية أحمد الفاخوري هي التي لم يستصغها اليمنييون. إما لانها لم تحقق لهم حلم الظفر بفوز ابن بلدهم وتحقيقه للشهرة التي يريد الشعب برمته التماهي معها ومشاطرته لها.

أو لان اداءه كان متعالياً في نظر اليمنيين.

في اليوم التالي، أعتذر أحمد فاخوري لليافعي من الشارع وبرر الفاخوري غضب اليمنيين بفشل اليافعي ونسي عجرفته. قبل اليافعي اعتذار فاخوري وبادله الود لطيب أصل اليافعي وسماحة قلبه.

اعتذار فاخوري ‏ناقص ومتحاذق ولا يعترف بخطأه. لكن أحسن الله إليه.

‏ ليس الفاخوري هو من عليه الاعتذار. فاعتذاره نابع من تعاطف وخشيان فقدان شعبية أو من دوافع إنسانية نبيلة. وقد فعل اعتذارا أراه أعرجاً.

إنما على القناة التي يظهر من شاشتها ان تعتذر لأنها لم تحدد قواعد سلوكيه لبرامج من هذا النوع انما اعتادت تقديم برامج سياسية فيها حدة وصرامه ومواجه مع المتحدث.

لم يكن عبد الرقيب اليافعي سياسياً حتى يواجه بآراء الشارع السياسي الصادمة ويتقمص المذيع دور الخصوم السياسيين احياناً.

البرنامج طريف وخفيف ويجب أن يكون السلوك الاذاعي خفيف الظل أيضاً.

لا أريد لحديثي هذا أن يؤخذ ضمن حملة غير عقلانية على قطر واستضافتها للمونديال. لكني استشعر تكرار إساءة قناة الجزيرة لليمن ولليمنيين.

* صفحة الكاتب

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: ما يفعله الحوثي بالموظفين أسوأ من مدونة

زر الذهاب إلى الأعلى