ممارسة الحرب بالديبلوماسية.. هل المجتمع الدولي مفيد؟
عبدالقادر الجنيد يكتب عن: ممارسة الحرب بالديبلوماسية.. هل المجتمع الدولي مفيد؟
اليمنيون الآن، انتقلوا للدبلوماسية. لا أحد يتجرأ عن الكلام عن الحرب سوى الحوثيين. و"الشرعية" أو بالمعنى الجديد "التوافقية" اليمنية الممثلة بـ"المجلس الرئاسي"، تؤكد على أن ما يسمى ب "المجتمع الدولي"، يجب أن يقوم بواجبه لإحلال السلام وتأديب الحوثيين.
موضوعنا اليوم هو عن ممارسة الحرب مع الحوثي بالدبلوماسية.
أولا: الدبلوماسية
**
هل تصلح الدبلوماسية كبديل للسياسة والاستراتيجية والقوة المسلحة؟
الأفراد والجماعات والقبائل والمناطق والأوطان والشعوب والإمبراطوريات، يتصارعون على شيئين فقط:
1- النفوذ والسيطرة
2- الموارد والمصالح
ويستعملون في الصراع السياسة والإستراتيجية والقوة المسلحة والسياسة.
وفي النهاية تأتي الدبلوماسية.
الدبلوماسية، تأتي في النهاية للتفاهم على تسيير الأمور في ظل الانكسار والخضوع الذي قد أصيب به الطرف المهزوم.
أو يمارس المنتصر الدبلوماسية لفرض الشروط والنهب والإذلال على المهزوم بالطرق الدبلوماسية.
لا يستطيع الدبلوماسي أن يقدم أي شيئ لبلاده إلا بناء على ما قد سبق وقدمه المواطن والعسكري والجيش والشعب والسياسي والإستراتيجي والحكومة والرئاسة.
**
ثانيا: هذا كله شغل بايدن
جاء بايدن وقرر إيقاف الحرب في اليمن.
الرئيس الأمريكي چو بايدن، استلم الرئاسة وقرر الآتي:
1- الضغط على السعودية.
2- الإغداق بالهدايا على الحوثيين بالجوائز المادية والمعنوية بعد نزع صفة الإرهاب عنهم.
3- استعمال سلطنة عمان كوسيلة "دبلوماسية" لتملق وإقناع الحوثيين.
وهناك محطات وتفاصيل لا تنتهي.
حتى أن "إزاحة" رئيس اليمن عبده ربه منصور هادي، واستبدال مفهوم "الشرعية" بمفهوم "التوافق"، واستبدال منصب "الرئيس" ب "المجلس الرئاسي"؛
ما هي كلها في النهاية إلا مجرد تخريجات ومحطات في التفكير الأمريكي وتفاصيل في الطريق "المزعوم" لحل الأزمة اليمنية بالطرق الديبلوماسية.
فكرة الحل الديبلوماسي في التفكير الأمريكي قائمة على أساس إعطاء الحوثيين مكانا في القيادة العليا الجماعية لبلاد اليمن مع الإدعاء "نظريا" بأن اليمن مازالت دولة واحدة ومع التساهل أو التغافل أن الوطن اليمني "عمليا" قد تشرذم إلى خمسة كانتونات بقيادة لوردات حرب.
ويكون عبدالملك الحوثي أحد لوردات الحرب المسيطرين على صنعاء وكانتون معظم شمال اليمن وتهامة، ويحتفظ بمدربيه ومموليه من حزب الله الشيعي اللبناني والحرس الثوري الإيراني ويستقبل النفط الإيراني المجاني لتجميع الثروات الشخصية ولإنفاقه على ميليشياته.
ويكون هناك لوردات حرب آخرون بميليشيات مدرعة ومسلحة وممولة ومدربة من دول خليجية في وضع لا يختلف كثيرا عن الكانتون الحوثي.
ويكون هناك كانتونات عائمة غائمة لا تدري ما أصلها وما فصلها يتهافت عليها لوردات الحرب المجاورون المسلحون الممولون من جهات أجنبية كما هو حاصل في الكانتون الأمريكي لمحافظة تعز والكانتون الأمريكي لمحافظة حضرموت.
**
ثالثا: إيران والحوثي يلعبون بدبلوماسية بايدن
**
إيران، تفهم ما هي ألعاب القوة العسكرية وأنها الأصل والفصل وأن الدبلوماسية ما هي إلا مجرد خادمة أو حتى مجرد جارية تحت أمر القوة العسكرية.
والحوثيون، مشارعون ومتمرسون بأمور النزاعات القضائية والخلافات العائلية والصراعات المناطقية والعشائرية والقبلية ويستندون على إرث تاريخي بكسب الرزق ولقمة العيش من خلال هذه الأمور.
تعامل الإيرانيون والحوثيون مع العمانيين والأمريكيين كما يتعامل الجيش القوي المنتصر مع مبعوثي المنكسرين المنهزمين.
استولى الحوثي على ما تمكن من الغنائم والمزايا التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة هانس جروندبيرج ومبعوث أمريكا تيم ليندركنج ومبعوثي سلطنة عمان، ثم لفظهم كلهم كقطع الفضلات والمخرجات التي قد تم عصرها.
الحوثي، يرى أنه قد أخذ ما يريده بالدبلوماسية. ويرى بأن الوقت قد حان للعودة للقوة المسلحة لأخذ المزيد.
انظر إلى تغريدات تويتر حسين العزي الحاكم الفعلي لوزارة الخارجية الحوثية في صنعاء:
يقول العزي في التويتر لمجلس الأمن أنهم مجانين:
*
"من العار والفضيحة المدوية أن نراكم على مقاعد مايسمى بمجلس الأمن.
"أهمس في أذن كل متحدث من المتحدثين في جلسةمجلس الأمن.
سأوجه لهم هذه الأسئلة: هل أنتم متأكدون من أن وضعكم الصحي على مايرام؟ ماذا تريدون بالضبط؟"
- أعتقد سيكون من الجيد أن لا تتأخروا عن زيارة المصحات العقلية.
وسأثبت لكم بأنكم في أمس الحاجة لمثل هذه الزيارة وأن السلام لايحتاجكم أمثالكم."
ويتهم العزي مجلس الأمن بالوقاحة والرخص المقزز:
"الإدانات التي توجه إلى صنعاء وقاحة غير مسبوقة وتندرج ضمن أسباب إطالة أمد الحرب.
كل هذه الممارسات منهم وليست منا وتتم بغطاء أممي ودولي رخيص ومقزز."
والشرط الحوثي الجديد لعدم استعمال القوة المسلحة:
"لن نسمح بتصدير نقطة نفط واحدة الا بعد ضمان مرتبات موظفي اليمن من صعدة إلى عدن ومن حجة الى المهرة.
يعني الحوثي يريد نفط وغاز اليمن لكي لا يضرب الشرعية.
يعني انتهت الدبلوماسية عند الحوثيين والإيرانيين.
و "الشرعية" أو "الشرعية التوافقية"، يناشدون "المجتمع الدولي" أن يقوم بواجباته.
مسميات بين أقواس "…" هي "الشرعية" و "التوافقية" موجودة فقط في ذهن أصحابها تناشد مسمى بين أقواس "…" الذي هو "المجتمع الدولي" الغير موجود في ذهن أي أحد ليقوم بواجباته التي لا أحد يدري ما هي هذه الواجبات؟ ولا من سيقوم بها؟ ولا من سينفذها؟ ولا من سيتحمل قيمتها؟
**
رابعا: كلمات رقيقة للشرعية التوافقية
نعم. يمكننا الآن إدخال هذا المصطلح في اليمن: "الشرعية التوافقية"/ وأود أن أرسل لهم كلمات رقيقة.
وإليهم كلهم، وهذا يعني: "المجلس الرئاسي"
أولا أود أن أهدي لهم البيت الشعري الخالد لأبي العلاء المعري:
" هذا ما جَنَاهُ أبي عَلَيّ *** وما جَنَيْتُ عَلَى أحدْ "
1- هذا يعني أنكم شيئا قد حدث، لا ذنب لنا فيه ولا فضل.
2- المجتمع الدولي والدبلوماسية، لن يقدموا أي شيئ لليمن.
3- الدبلوماسية والدبلوماسيون، لن يقدموا إلا ما يعكس الوقائع والحقائق على الأرض.
4- ما سيحسن الوقائع والحقائق على الأرض هو كسب وعقول وقلوب الأغلبية الصامتة بالتواجد معهم على الأرض وبالأمن وبالخدمات وبحشدهم وتحفيزهم وتجهيزهم للدفاع عن بلادهم ووطنهم اليمن.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الحشود المقهورة.. وسيلة الحوثيين لتضليل المجتمع الدولي