آراء

مديرية رحبة - قلعة الثوار ومهد الثورة عام ونيف منذ السقوط

صادق صالح القردعي يكتب عن مديرية رحبة في مأرب وسط اليمن - قلعة الثوار ومهد الثورة عام ونيف منذ السقوط


الحديث عن مديرية رحبة مسقط رأس الشهيد الثائر الشيخ علي ناصر القردعي، يأتي في سياقه الموضوعي الذي يبين مدى الاستهداف لحاضنة الثورة اليمنية ضد الكهنوت التي قادها جدي الشيخ الثائر على ناصر القردعي من قريته "الكولة" مركز مديرية رحبة التي تعرضت في اغسطس من العام الماضي 2021 لحملة عسكرية بربرية اعد لها الحوثي جيوشا وحشد الوية لضرب رحبة القردعي.

عندما اتحدث هنا عن رحبة والقردعي فلا اتحدث عن ذلك لكون الشيخ الثائر علي ناصر القردعي جدي عم ابي وشقيق والده، أو لكون مديرية رحبة مسقط رأسي، لكنني هنا ادون عن الحاضنة والقائد لحدث ثوري يعرفه اليمنيين ويدرك كل الاحرار اهميته.

ولا اخفيكم حجم الافتخار في نفس الوقت بجدي القائد وبمديريتي رحبة التي تصدت لأبشع حملة عسكرية في العام الماضي وقاومت وحيدة حشد طائفي مناطقي عسكري بعدته وعتاده بإمكانات بسيطة وبمجاميع قبلية تصدينا لذلك الحشد وقاومناه.

الجميع يعرف انه لا توجد في مديريتنا مصانع ولا آبار نفط ولا حتى خط اسفلت ولا اي مصالح خاصه أو عامة ولكنها مديرية نائية ذنبها الذي جعلها هدف اول لتلك الحشود، هو انها منطقة الشهيد علي ناصر القردعي ومركز الثورة والرمزية التي اسقطت خرافة الامامة وازاحت عن كاهل شعبنا ظلام خيم وجثم عليه لقرون من الزمن المعروف بوحشيته وظلمه وتسلطه.

ورغم الخذلان الذي تعرضنا له ونحن نقاوم ونجابه الاحتشاد المعزز بالطائفية وسلاح الانتقام بما فيها الصواريخ البالستية والطيران المسير وعربات البي ام بي، وجميع ان انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.. الا اننا وبعد سقوط رحبة، ظللنا نقاوم في الجبل "جبل مراد" والجوبة والبلق، وما تزال مواقعنا حتى اللحظة في البلق، لأننا نقاوم مشروعا إمامياً كهنوتياً نعرف ونعي مخاطره، فنحن جيل تربى على مبادئ أسس مفاهيمها القائد الشهيد علي ناصر القردعي.

لن اتطرق هنا للحديث عن تفاصيل الخذلان الذي تعرضنا له من قبل القيادة المسيطرة في مأرب والمعنيين بالشأن العسكري آنذاك وهم يعرفون أنفسهم ولدينا كل الاثباتات والدلائل التي تدين الجميع بمدى التآمر والتواطؤ والخذلان الذي تعرضنا له في جبهة رحبة، حيث اننا وفي ذروة المواجهة مع العدو كنا بحاجة الى الذخائر وبعض القطع العادية ولم تصلنا ولم يتجاوب مع نداءاتنا المعنيون واشاحوا عنا واداروا لنا ظهورهم.

جديراً بالذكر ان انوه هنا الى ان مديرية رحبه منطقة نائية لا يوجد فيها مواقع عسكرية ولا قوة عسكرية فهي مثل اغلب مناطق اليمن الريفية النائية ومنطقة مفتوحة كانت تحتاج لوجود لواء أو لواءين مقارنة ببعض المديريات الأخرى، التي تتكدس فيها عشرات الألوية، ولكننا رغم ذلك قاومنا وتصدينا واستبسلنا وقدمنا ما يزيد عن(50) شهيداً (450) جريحاً والمواقف مخلده والتاريخ وحده من يسجل المواقف ويدونها، وكل شيء موثق لدينا للتاريخ.

نؤكد ان ما حدث بحقنا في العام الماضي مؤلم ولكنه لن يمر مرور الكرام، ومثلما ندعم مجلس القيادة ونأمل فيه الخير؛ فأننا نطالبه بضرورة محاسبة كل من قصّر وتخاذل.
والواجب هو الانتصار لتضحيات الناس وإعادة الاعتبار لهم، وعدم السماح لمن قفزوا عليها أو تهاونوا وخذلوا الناس في رحبة والجبل والجوبة والعبدية وحريب ومديريات مأرب الجنوبية بشكل عام ان يمروا مرور الكرام.. فقد نال اهل هذه المديريات وسكانها البسطاء ما نالهم من تهجير وتعذيب ونزوح وتشرد، واعتقد ان علينا اولوية تكمن في ازاحة الستار عن هذا الثقب الذي ينزف دم جراء افاعيل اللئام وتآمر الاقزام لاستهداف معاقل الثورة وحاضنتها الاجتماعية بشكل عام.

قائد جبهة رحبة مراد

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: فيديو مأرب: معارك عنيفة وسط خسائر للحوثيين واستشهاد رئيس مؤتمر رحبة

زر الذهاب إلى الأعلى