ندوة حقوقية في جنيف تستعرض الانتهاكات الحوثية لحريات الرأي والتعبير
صحفيون وضحايا يستعرضون الانتهاكات الحوثية لحريات الرأي والتعبير في اليمن خلال ندوة حقوقية في جنيف
شددت ندوة شارك فيها صحفيون ومختصون يمنيون في جنيف، على أهمية إطلاق سراح الصحفيين المختطفين والمحكوم عليهم في سجون الحوثيين بالإعدام، على الفور، وعرضت تفاصيل بشأن الانتهاكات الحوثية لحريات الصحافة والرأي والتعبير.
جاء ذلك خلال ندوة، نظمتها الرابطة الإنسانية للحقوق والمركز الهولندي لحقوق الإنسان في النادي الصحفي السويسري بجنيف، بعنوان الانتهاكات الحوثية ضد حرية الرأي والتعبير ( قمع - اختطاف - محاكمات -أحكام إعدام)، بالترافق مع انعقادالدورة 52 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وحسب بيان حصل نشوان نيوز على نسخة منه، فقد عرض عضو نقابة الصحفيين أ.نبيل الأسيدي، نبذة عن خطورة الأوضاع التي يواجهها الصحفيون في اليمن بسبب الحرب.
ونوه الأسيدي أن هناك أكثر من 1500 حالة انتهاك ابتداءا بالقتل والشروع بالقتل والاعتقال والتعذيب وأحكام الإعدام من قبل مليشيا الحوثي على أربعة صحفيين وعشرات الحالات من تفجير وتدمير مقرات الصحف والمواقع الإخبارية والاستيلاء عليها.
وفي ورقته تحدث الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان أ. غمدان اليوسفي، عن احصائية للانتهاكات ضد الصحفيين وفقا لتقارير نقابة الصحفيين منذ 2015، وقال ان هناك 51 حالة قتل تصفية مباشرة وقنص في مناطق الاشتباك أو استخدامهم دورع بشرية من قبل جماعة الحوثي.
كما أشار إلى أن هناك 14 صحفيا اعتقلو افرج عن عشرة منهم وبقي اربعة صحفيين يواجهون احكام اعدام و103 حالات اختطاف وايقاف أكثر من 200 موقع إليكتروني و100 صحيفة. ونوه إلى تبعات ذلك على العاملين في تلك المواقع والصحف بتجريدهم من أعمالهم ومصدر دخل اسرهم، كما تحدث عن عدم اشراك الصحفيين في الصراع السياسي وعن معاناة الصحفيين الصحية والنفسية بعد الخروج من سجون الحوثي.
وتحدثت الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان أ. هالة العولقي في ورقتها عن أوضاع الصحفيات في اليمن عن صعوبة إحصاء انتهاكات مليشيا الحوثي بسبب تكميم الأفواه وتقييد حرية الصحافة والصحفيين في مناطقها كما تحدثت عن أوضاع الصحفيات والانتهاكات كالتحرش والتهديد والتشهير ومنعهن من العمل وتقييد حركتهن وايقاف رواتبهن فيتحولن لعاطلات عن العمل.
وتطرقت المتحدثة إلى النظرة المجتمعية الصارمة أخلاقيًا للمرأة واستغلال مليشيا الحوثي ذلك لتشويه سمعة النساء بشكل عام والعاملات بشكل خاص والعاملات في المجال الإعلامي بشكلٍ أخص وعن عودة أوضاع المرأة في اليمن للعصور الوسطى كما تحدثت عن سكوت الصحفيات واهاليهن عن الانتهاكات ضدهم خوفا من التشهير والفضيحة والوصم.
كما تحدثت عن جريمة قتل المذيعة جميلة جميل في مناطق سيطرة المليشيا في ظل ظروف غامضة وتم التكتم على أسباب وملابسات مقتلها كما طرحت موضوع المعتقلات في سجون المليشيا ومنهن انتصار الحمادي وزميلاتها واللواتي ظلت اسماءهن مجهولة وذلك بسبب خوف اهاليهن من قمع المليشيا لهم ومن العار المجتمعي الذي لايرحم النساء الضحايا، وادانت تخاذل المجتمع الدولي في الملف اليمني والانتهاكات الحوثية بحق المدنيين والنساء والصحفيات.
وخلال الندوة، تحدث الصحفي احد ضحايا المليشيا أ.يونس عبدالسلام عبر الزووم عن اعتقاله في صنعاء عام 2021 اثناء عمله في تقرير صحفي عن تحويل الحوثيون مطار صنعاء الى سجن سري وعن الانتهاكات التي تعرض لها ابتداءً بمصادرة هاتفه وتفتيشه وتفتيش صفحته على الفيسبوك وتهديده بالسلاح ثم اعتقاله في سجن سري داخل المطار لاربع ليال ونقله للامن السياسي بتهمة التخابر مع جهات اجنبية ليعيش بعدها سنة وخمسة أشهر في ظل ظروف صحية ونفسية سيئة للغاية تحت التعذيب بالدفن حتى الرأس والجلد حتى الاغماء والصعق الكهربائي والسحل وغرس ادوات حادة في جسده كما تحدث عن أصوات التعذيب التي سمعها في قبو المعتقل الحوثي ومنها أصوات نساء.
وتحدث الصحفي أ. محمد عبدالله القادري عبر الزووم وهو احد ضحايا انتهاكات الحوثي عن اعتقاله من قبلهم مرتين مرة في عام 2015 في سجن سري تحت الأرض في صنعاء أغلب المعتقلين فيه قد فقدوا عقولهم من التعذيب وعن تعذيبه فترة اعتقاله شهر ونصف حتى فقد الذاكرة ثم رحلة علاجه بعد خروجه حتى استعاد الذاكرة ثم تحدث عن هروبه وملاحقة المليشيا له.
وأوضح أنه وفي عام 2021 وفي قريته النائية في محافظة إب اقتحمت حملة عسكرية منزله مروعة زوجته واطفاله وضربوه امامهم ليعتقل في سجن المخابرات السري في مدينة إب تحت الأرض لسبعة طوابق في الظلام الدامس والبرد القارص منعزلا عن الحياة فاقدا الاحساس بالوقت والمكان والهوية.
وتحدث عن اساليب التعذيب مابين السجن في الضغاطة والتعليق بونش لساعات والصعق وغيرها من الوسائل الارهابية المروعة والحرب النفسية كالتهديد بالإعدام ومنع الزيارة إلى ايصال اخبار كاذبة للمعتقل عن اهله في الخارج كخبر موت أو مرض احد أفراد الاسرة، كما تحدث عن معاناة رحلة علاجه الثانية نفسيا.
وناشد القادري في ختام كلمته المجتمع الدولي تشكيل فرق للبحث عن السجون السرية الحوثية وعن المختطفين المنسيين فيها وشدد على مسؤولية وواجب المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثي لاطلاق سراح جميع المختطفين والمعتقلين.
وشاركت الحقوقية د.أروى الخطابي بمداخلة، اعتبرت فيها ان هذه الشهادات هي الصورة الحقيقية لمليشيا الحوثي الارهابية وان ارهابها طال حتى الناشطين في السوشل ميديا واليوتيوب الموالين لها والذين يقبعون الان في سجونها مثل المومري وغيره. وطالبت الشرعية الالتفات لمعاناة الصحفيين والصحفيات.
واختتم أ. نبيل الاسيدي الندوة بمجموعة توصيات ابرزها بأنه "يجب على الحوثي اطلاق سراح الصحفيين المحكوم عليهم بالاعدام فورا دون قيد أو شرط"، كما يجب "اعادة مقر النقابة في عدن وايقاف الانتهاكات في جميع محافظات الجمهورية بحق الصحفيين"، ودعوة الحكومة الشرعية صرف رواتب الصحفيين ورعاية الصحفيات والاهتمام بمعاناتهن، بالإضافة إلى مطالبة المجتمع الدولي ان يكون اكثر جدية في الضغط من اجل ايقاف الانتهاكات.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: بروكسل تستضيف اجتماعاً لمساندة نقابة الصحفيين اليمنيين