آراء

عن سحر اليمن غير المكتشف

مصطفى ناجي الجبزي يكتب عن سحر اليمن غير المكتشف


لفترة طويلة ظلت الصورة المتداولة عن اليمن وقراه وجباله ووديانه محدودة جدا.

تكرست صور نمطية عن الفن المعماري اليمني وعن الازياء والاطعمة.

هناك مناطق ما تزال في طي المجهول والنسيان.

كننت في سفري من تعز الى صنعاء او العكس اندهش من عدد الحصون والقلاع المتناثرة في أعالي الجبال خصصوا في إب واستغرب انها غير معلومة وتتعرض للانهيار والإهمال.

سلسلة جبال سُمارة هذه كلها بكلها عبارة عن متحف مفتوح. ومثلها ووادي نخلة ورسيان غرباً الى حيث تصب مياه الامطار على البحر الأحمر.

الحصون والقرى منشأت فندقية فاخرة جاهزة. تحتاج القليل من العناية وتصبح وجهة محلية وعالمية.

بفضل الهواتف وانتشار آلات التصوير وانفجار الهواة عبر وسائل التواصل ظهرت صور لليمن لا يتوقعها عقل ولا يتخيلها فنان.

جمال ساحر.

صور من عتمة او اوصاب او بعدان او مناطق في شبوة والمهرة المحويت وعمران، بيحان وحريب وآنس وبُرَع والحوطة والصلو ودبع.

ينشر العم حسين كامل وابنه صديقنا مروان صورا عن قراهم ووديانهم في خمر وكأنها من كوكب آخر.

وماذا عن صعدة, ااااهٍ يا صعدة!

يتنقل المحظوظ ابن المحظوظ عبد الكريم الرازحي في ربوع البلاد ويحصد اجمل الصور وابسطها.

فتنة كاملة.

بالامس بعث لي الطيبون صورا مباشرة من اعالي جبل صبر في تعز. يمتد افق الصورة جنوباً حيث تقع بلادي الجبزية وجبلها الراهش.

سلسلة الجبال وقممها الملتوية كانها تلافيف بتلات ورد دمشقي.

جمال على جمال.

ما يحزنني هو اولا اني كهاوي تصوير محروم من هذه اللحظة.

وثانياً اننا نكتشف جمال اليمن وهو في لحظة انكسار وتشظي ولا نسنتطيع مراكمة راسمال ثقافي لتزدهر السياحة. ثم ان اللون الاخضر في الصور هو في الغالب ارتال شجرة القات الآثم.

من يتصور ان القات سيصل الى الحبيلين ومزارع لحج.

يوم امس شاهدت مقطع فيديو يثير الغضب والحزن.

سائحة خليجية تسير بسيارة دفع رباعي على كثبان رملية بيضاء في سقطرى

انها تتعمد بغباء وفشرة تلويث منطقة بكر لا ينبغي ان يصل اليها وقود احفوري بهذه الطريقة.

نعم سقطرى مفتوحة لغير اليمنيين ممن هم مقتدرون يصلوها عبر دبي. لكن ينبغي مراعاة خصوصية المكان البيئية.

كيف اعوض هذا الحرمان. في غربتي هذه التقط صورا ليست بالضرورة لجبال وتراب احبهم. لكنه نزهة الربيع وتمرين للذائقة.

شانشر بعضها لاحقاً.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: اليمن يبلغ اليونسكو: بناء حوثي مسلح يطمس هوية صنعاء التاريخية (صور)

زر الذهاب إلى الأعلى