خدعوك فقالوا اعمل بصمت!
عارف بامؤمن يكتب: خدعوك فقالوا اعمل بصمت!
تشعر بالحسرة أحيانًا حينما تتعرف على شاب مبدع، بارع، مهاري، متمكن من مهنته، لكنه منكفئ على نفسه لا يعرف عنه أحد شيئًا, تنطوي أيامه وتُستنزف طاقته في انتظار أن تطرق الفرص باب بيته.
من الخدع التي يتعرض لها كثير من الشباب حديثي التخرج، بل حتى بعض ممن قضى سنين طويلة في سوق العمل هو عملهم تحت لافتة "اعمل بصمت، دع أعمالك تتحدث عنك" وهي مقولة مخدِّرة، تُقال غالباً في غير موضعها، وتتسبب في خيبة أمل كثير من الشباب وعرقلة سيرهم نحو أحلامهم.
في عالم صاخب، وسوق مزدحم أنت بحاجة لقليل من الضجيج ليعرفك الناس، اركل الخجل جانبًا ياصديقي، ففي سوق العمل تكتب نهايتك فورًا حين تعتمد على "فاعلي الخير" في التسويق لك.
لا تضع بيضك كله في سلة "دع أعمالك تتحدث عنك"، فالوضع الآن ليس مثلما كان قبل عشرين عامًا حينما كانت الفرص المتاحة أكثر، والتنافس قليل، أنت الآن بحاجة لحشد كل طاقتك للتسويق لنفسك ولأعمالك، وبالكاد تحصل على فرصة تليق بك.
أنت أشبه بعلامة تجارية، أبرز قدراتك، أظهر مهاراتك، أعلن إنجازاتك، سوّق خدماتك، قل للعالم أنا موجود، مواقع التواصل مساحة مناسبة جدا لذلك. أنت تعمل داخل معادلة صعبة يفوز فيها غالبا المنتج السيء ذو التسويق الجيد والعكس صحيح، وينسحب ذات الشيء على الأشخاص، ألا ترى كيف يحظى بعض من ذوي القدرات المحدودة بفرص عظيمة، بينما هناك من هو أفضل منهم قابع في رصيف الانتظار، ببساطة الأول يطارد كل فرصة ليسوق نفسه.. والآخر ينتظر الفرصة تأتيه على طبق من ذهب ليقول للعالم أنا موجود.
قد تقول أن المنتج الجيد يسوق نفسه، والشخص البارع سيبحث عنه الناس، صدقني ياعزيزي هذه العبارة ليست على طلاقتها، نعم هناك استثناءات نادرة جدًا تستند لعوامل كثيرة لا يتسع المقام لذكرها هنا، لكن بشكل عام تيقن تمامًا أنه بدون تسويق نفسك ستظل تراوح مكانك.
إن كان الظهور على مواقع التواصل كفيس بوك وتويتر وغيرها لايروق لك، على الأقل لا تتوقف عن التسويق لمهاراتك في مجتمعك، وأقصد هنا مجتمع الصنعة التي تتقنها (مجتمع المصممين، مجتمع المصورين، المدربين، المهندسين ..الخ) فهي بوابة للحصول على الفرص.
والخلاصة.. السكوت ليس دومًا من ذهب، في سوق العمل الأمر مختلف عن توزيع الصدقات أو أعمال البر، قل للعالم أنا موجود، هذه مهاراتي، وأعمالي، قلها بكل فخر ولا تبالي، كن ظاهراً حتى يراك الناس.
* مهتم بالتسويق الرقمي والإعلام الإنساني
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: أوقفوا التصفيق ابدؤوا العمل