[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

في مديح لسان اليمن الهمداني (شعر)

قصيدة الشاعر أسامة سلطان مقحط في مديح لسان اليمن الهمداني


على يديهِ رأيتُ التِّبرَ ينصهِرُ
والشَّمسُ مِن علمِهِ بالغيمِ تستتِرُ

لسانُ «يمْناتَ» والحامي مآثرَها
بالقولِ والفعلِ لمَّا استفحلَ الخَطَرُ

مِن «أرحبَ» الفرعِ مِن «همدانَ» مَحتِدِهُ
نسَّابَةٌ فيلسوفٌ قولُهُ دُرَرُ

تفلسفَ الصَّخرُ لمَّا رجلُهُ وَخَدَت
عليهِ فانبجست مِن بينهِ العِبَرُ

يا كم تحدَّى خطوبًا هدَّدوهُ وسل:
مَن أَعيُنَ النَّاسِ بالتَّزييفِ قد سحروا?!

كالطَّودِ ما هزَّهُ سِجنٌ ولا وَتَدٌ
يُدمي وما أفِكِوا فيه وما ائتمروا

ففي نُهَاهُ كأنَّ العلمَ ساريةٌ
وكفُّ أفكارِهِ ما شاءَ تَعتصِرُ

كيما تَسِحُّ على حقلِ الرُّؤى أدَبًا
مُغدَودِقَ البوحِ كالشَّلالِ ينحدِرُ

فيُنبِتُ الماءُ منها في بصائرِهِ
مدًى مِن الوعيِ بالأفكارِ يزدهِرُ

مِن قصرِ «تَلفُمَ» لمَّا قامَ منتشِيًا
مَشى و«إكليلُ»هُ بالرَّأسِ يَعتمِرُ

وعندما لامسَ الأبراجَ قالَ لها«...»:
«...»طوعًا أتيناكَ بل والأنجُمُ الزُّهُرُ

مِن ثَمَّ ضمَّنَها في «حِكمةٍ» فغدت
«سرائرًا» خافَ مِن إعلانِها القَمَرُ

يراودُ «الزِّيْجُ» مِن قلبي حُشاشتَهُ
إذا أضاءت نجومُ الوحيِ والفِكَرُ

وللجزيرةِ لمَّا طافَها «صِفةٌ»
مازت «مَسَالِكَ» قلبٍ دربُهُ وعِرُ

رَطَمْتُ ظِلِّي فجاءَ «الإبلُ» يحملُهُ
إلى سراديبِ وهمٍ راعَها الخَدَرُ

«والحرثُ حِيلتَهُ» الفلَّاحُ يحصدُهَا
إذا سقى أرضَهُ مِ «الأوفيا خَبَرُ»

«مفاخرُ اليمنِ» الميمونِ مِنهُ بَدَت
ملاحمٌ في دمي كالنَّارِ تَستعِرُ

مِنهُ «القُوى» أظهرت في الطِّبِّ معجزةً
يرتدُّ مِنها إلى عُميانِنا البَصَرُ

أمَّا بعينيهِ «جوهرتا» العلومِ بدا
وميضُها كي يرى والوِرقُ يحتضِرُ

«يعسوبُ»فقهٍ كأنَّ اللَّسعَ منهُ شِفًى
مِن وعكةِ الصَّيدِ في طياتهِ عِبَرُ

«أيَّامُ» عمري مَضَت في لحظةٍ فغدت
ما بينَ جنبيَّ والأضلاعِ تَنتشِرُ

و«طَالِعُ» النَّحوِ إنْ ألفى «مَطَارِحَهُ»
يُراقِصُ الصَّرفَ خصرُ الكلمةِ الضَّمِرُ

إنْ أَشْهَرَ الشِّعرَ في أمرٍ يكونُ بهِ
حتفٌ كما سهمِ قوسٍ شدَّهُ الوَتَرُ

فحرفُهُ دامغٌ أودى بهِ عُصَبًا
كأنَّهُ بينَ تلكَ الأَنصُلِ الذَّكَرُ

وقالَ: لو شئتُ في شِعرٍ لقلتُ أنا:
بيتًا يلينُ إذا ما أُسمِعَ الحَجَرُ

«كالفِهْرِ دامغةٌ» مِن خُلْدِهِ نَزَلَت
كرجفةِ الويلِ لا تُبقي ولا تَذَرُ

رأيتُ منها رعاةَ الإبلِ قد نَكَسُوا
رؤوسَهُم ثُمَّ مِن ترجيعِها ثُبِروا

هذا وفي «سِيَرِ الأخبارِ» عَن يمنٍ
«عجائبٌ» لي بخدِّ المجدِ تنسطِرُ

أضفى جمالًا لطوقِ العلمِ جَوهَرُهُ
كما يِجمِّلُ عينَ الغادةِ الحَوَرُ

يبدو كتابٌ لهُ مِن رفِّ مكتبةٍ
كأنَّهُ بينَ زَهْرِ الرَّوضةِ النَّوَرُ

ماذا سأكتبُ عن هذا فلا جُمَلٌ?!
تفيهِ مدحًا ولا شِعرٌ ولا سِوَرُ

في «رَيْدَةٍ» عاشَ حتَّى الموتَ رَاودَهُ
فضمَّ جُثمانَهُ قبرٌ وما قبروا:

عِلْمًا سيبقى إلى يومِ النُّشُورِ كما
يبقى «سُهيلٌ» هُدى للرَّكبِ إنْ عبروا

أسامة سلطان مقحط

*****
ما بين علامات التنصيص هي أسماء مؤلفاته وبعض محفاد وقرى يمنية

زر الذهاب إلى الأعلى