آراء

للإصلاح في الذكرى الـ33 للتأسيس

عبدالسلام الحاج يكتب: للإصلاح في الذكرى الـ33 للتأسيس


نبارك للتجمع اليمني للإصلاح احتفاليته في ذكرى تأسيسه ال33 والتي تتزامن مع احتفالات شعبنا بذكرى ثورة سبتمبر الخالدة وتشير هذه الفعاليات الإصلاحية إلى حيوية الحزب وتفاعله مع الحياة السياسية، على الرغم من المنعطفات الخطيرة والأحداث التي تكاد تعصف بالعملية السياسية برمتها وتؤكد على تماسك الكيان الإصلاحي في نموذج يجب الاحتذاء به إذ كلما تماسكت الأحزاب كان دورها في ترميم البيت السياسي اليمني كبيرا وتصدعها يتيح للكيانات الفوضوية النمو والتصدر لملء الفراغ الذي تركته الأحزاب بسبب خلافاتها الداخلية.

نشد على يد الإصلاح في الانصهار مع القضايا الوطنية وننتهز الفرصة للتأكيد على ضرورة استكمال المسيرة التصحيحية الداخلية للإصلاح وكذلك استمرارية انحيازه للصالح العام، كما عهدناه متجاوزا أخطاء الماضي ومتخففا من أثقال الارتهانات الخارجية والتي نبارك له إعلان القطيعة معها، مؤكدا على يمنيته الخالصة بهوية وطنية مصبوغة بقيم المجتمع ومظاهر اعتزازه بتدينه كشعب إيمان وحكمة يريد لأحزابه أن تعبر عنه وتحمي مكتسباته الوطنية والأخلاقية.

إنحياز الإصلاح الكامل لخيار المشروع الوطني والعربي وعلاقته بالأشقاء والإقليم والعالم من خلال خطوط واضحة المعالم تعتز بالإسلام وتنتمي للتسامح والسلام، وترفض العنف لإيمانها بأنه سبب رئيسي لدمار الأوطان ومعاناة الشعوب أسهمت في الإجابة على كثير من تساؤلاتنا وحجمت الكثير من مخاوفنا وخصوصا نحن الذين تعاملنا مع الإصلاح كشركاء مرحلة أو خصوم سياسيين في مراحل مختلفة أو أصحاب وجهات نظر لاتتفق وكثير من وجهات النظر الإصلاحية على الأقل.

الانفتاح بين المكونات الحزبية على بعضها يذيب جليد القطيعة ويتيح المجال للتفاهم وتقارب وجهات النظر ويزيل المخاوف والإصلاح معني في هذه المرحلة بالذات بتقديم مزيدا من التطمينات لشركاء العملية السياسية وعلى بقية الأحزاب أيضا تنشيط العلاقة مع الإصلاح وطرح عتابات الماضي ومخاوف المستقبل على الطاولة ليجدو اعتذارا يطيب الخواطر ورؤى واضحة تزيل المخاوف فنحن في عصر الشفافية.

والغموض لا يصنع الثقة بل يعمق أخاديد الحذر والخاسر الوحيد من صراع المكونات الوطنية هو الوطن.

ليعذرني أصدقائي في الإصلاح ولايفهمو أن نصحنا وخصوصا في هذا الظرف هو اصطياد في الماء العكر بل هو حرص محب ونقد بصير فالمنخرطون في الحزب قد لا يرون ما نراه نحن من خارجه ونعذرهم فالشعور لديهم بالانتماء له يُعزز خَلق الأعذار وغَض الطرف عن كثير من الأمور التي تُرى بالعين المتجردة فعين الرضا عن كل عيب كليلة ولسنا أعينا سُخطا كذلك إنما نقف على مسافة واحدة من الجميع نشكر المحسن ونلفت المقصر إلى نقاط ضعف يمكنه معالجتها وبذلك نكون قد أخلينا المسؤلية أمام الله ثم الوطن.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الأخلاق أسوار المجتمعات

زر الذهاب إلى الأعلى