آراء

لماذا نجحت القمة؟

عبدالسلام الحاج يكتب: لماذا نجحت القمة العربية الإسلامية في الرياض؟


قد يكون العنوان مستفزاً لبعض الذين كانوا ينتظرون أن يخرج الزعماء من القمة على رأس دباباتهم لاسياراتهم، وهذا تجاوزاً للواقعية وتوقعاً يجانب صواب الواقع وينم عن قراءة غير واعية لمعطيات المرحلة.

فالمجتمع الدولي أظهر وقاحته ليس فقط بتغاضيه عن جرائم الإحتلال، بل بشرعنته لها، ودعم انتهاكاته، وخرقه للقانون الدولي والإنساني، ظاناً أنه بذلك سيقضي على كل صوت يناصر غزة وفلسطين، ويناهض الإحتلال ويدين جرائمه.

فجاءت القمة وكان سقف الخطاب فيها عالياً بما يلبي طموحات الشعوب ،حتى لكأنه بيان يذاع من غزة، من ميدان المعركة لا من قاعة القمة.

بيان لم يكتب بالحبر هذه المرة بل بدماء أبرياء غزة وأطفالها.

توافق على كسر حصار الإحتلال والتحرك الدولي لإيقاف عبثه وجرائمه،

لقد تناسينا جراحنا بل لازال بعضنا يسيل دمه الذي طُعن بيد أخيه واتجهنا صوب عدو واحد نرشقه بسهام الجاهزية لحماية مقدساتنا وأوطاننا ،

هذه قمة تماسك الصف العربي والإسلامي، وسحب البساط من تحت أقدام المحتل الذي يريد أن يقفز على مبادرات السلام إلى اغتصاب الأرض وتشريد صاحب الحق.

لقد أعادت القمة الأمل بغدٍ يحمل في طياته الخير الكثير لفلسطين وشعوب المنطقة عموما..

والخلاصة أنه علينا إدراك مدى أهمية من يتحرك بمسؤلية ممن يتسول تعاطفاً من خلال دغدغة مشاعر الجمهور الملتهب بخطابات توحي بأنه قائد المعركة لا راكباً موجتها زوراً، كما يفعل صاحب الخطاب الناري وهو النازي بمشاريعه التدميرية في المنطقة.

لقد أثبتت القمة بالفعل إمكانية استعادة الروح الواحدة لأمة يراد لها أن تكون الحلقة الأضعف وأن تُقتل ولاتتحرك وتُجرح ولا تتألم!

غير أن القمة قالت لا وبالفم المليان، وبالحركة الفعلية لإيقاف جرائم المحتل الغاصب، لتصبح فعلياً قمة كسر الحصار.

زر الذهاب إلى الأعلى