[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

فلسطين.. عبر بهم عن معاني المجد (شعر)

قصيدة المثنى الهمداني: فلسطين.. عبر بهم عن معاني المجد (شعر)


عبر بهم عن معاني المجد إن جُهلا
وعرف العزَّ ثم اضرب بهم مثلا

واكتب عن القيم المثلى بأحرفهم
على جبين المعالي للمدى جُملا

وأقرأ بأفواههم سفر الجلال على
مسامع الخلقِ نصاً دافقاً جزلا

وارسم بأنوارهم نجم الكرامةِ في
وجهِ الزمان إذا ما نجمها أفِلا

ولقن الصبر درساً من تصبرهم
ومن تحملهم فوق الذي احتملا

واسق الإباءَ إباءً من منابعهم
ليرتوي وليزهو كلما ذبلا

فإنهم فيك يا تاريخُ أعظم من
عليكَ من باب أرباب العلى دخلا

وأن أهل فلسطين البطولة في
أوراقك السود صبحاً تم واكتملا

تدرجوا فيكَ دون العالمين إلى
ذراكَ حتى رأينا تحتهم زُحلا

هم قدوة الطالبين المجد فيك ومَن
في إثرهم كل مجدٍ يسلكُ السُبلا

هم الرجال وأرباب الرجولةِ في
بسيطةٍ ليس فيها غيرهم رجلا

أزاءهم لحت يا تاريخ منحنياً
ومذعناً ..كلما شاءوا .. وممتثلا

في كل مرحلة تدنو لتطبع آ
يات الجلالِ على أقدامهم قُبلا

 

إن لوّ ث الناس فصلاً من فصولك أو
مروا على سفرك الخُوّانُ والعُملا

من طهر أقدامهم نلت الطهارة يا
تاريخ.. فالطهر من أقدامهم جُبِلا

وكم توضأ عزٌّ عند منهلهم
وكم تَطَيبَ مجدٌ ثم واغتسلا

من هولاءِ.. إذا ما أمةٌ سألت
أجبت : هم ملأٌ ليسوا ككل ملأ

وهم بكل زمانٍ معشرٌ قممٌ
مادام مجد الورى فوق الثرى جبلا

هم الذين على نهج الكرامة ما
مالوا ولا اقترفوا في حقها زللا

من ينحني كل نجمٍ في السماء لهم
والشمس تَحمَرُّ إن مرت بهم خجلا

 

تشربوا العز حتى أنهم نسجوا
لأنجم العز من أرواحهم حُللا

لم يذعنوا حين أذعنا ولا قبلوا
عن الكرامة في تاريخهم بدلا

و قاوموا الذل صدقاً لا متاجرةً
ولا ادعوا كادعاءِ المحور الدُخلا

بل قاتلوا في سبيل الحقِ ما نكصوا
وجاهدوا ليس قولاً إنما عملا

وكلما استشهدت من جمعهم فئةٌ
تزايدوا في المعالي رفعةً وعُلا

هم هاولاء الذين اختار خالقهم
بأن يصونوا الذي من عندهِ نزلا

وجسد العز فيهم والبطولة وال
إقدام والنبل والإيمان واختزلا

تظنهم أولياءاً إن سمعت بهم
وإن نظرتَ لهم لاحظتهم رُسُلا

 

أبطالُنا في فلسطين البطولة يا
من يُخلقُ الطفل من أصلابكم بطلا

 

خارت قوى البطش.. دهراً وهو يقتلكم
فتستهلون عيشاً كلما قتلا

أرهقتم الموت في ساحاتهِ فإذا
بالموت يظهر من أرواحكم مللا

واجتهم الموتَ بالإقدامِ فارتجفت
قذائفُ الموتِ من إقدامكم وجلا

ولم تملوا كفاحاً ..لم يساوركم
طيفُ انكسارٍ ولا فارقتم الأملا

عشتم فلا القتل أفناكم ولا انطفأت
أحلامكم في حكايات المدى شُعلا

 

في كل مطلع يومٍ تشرقون ومِن
إشراقكم كل فجرٍ أشرقَ انذهلا

إذ الصواريخ أنتم.. لا التي قدمت
لحصدكم ثم سارت تحصد الفشلا

كأن بارود إسرائيل يهطل في
صعيدكم مطراً يُحيي إذا هطلا

إذ يخرج الطفل بالصاروخ محتفياً
مرحباً لامع العينين محتفلا

نرى القنابل تهمي فوقه حِمماً
وبالمقابل يهمي وجهه جذلا

طفلٌ وما عاشَ يوماً من طفولتهِ
لأنهُ جاء من ميلادهِ رجلا

من يومهِ ارتضع الإقدام ثم إذا
بنا نراهُ استوى في المجد واعتدلا

من الجحيم ارتدى للحرب سترتها
وقد تعطر بالبارودِ واكتحلا

وسار يفدي فلسطين الخلود ويع
طي العمر جوداً لها والروح والمُقلا

فلا الذي خان أوهى من عزيمتهِ
ولا أضرَّ به خذلان من خَذَلا

سبعون عاماً ولم يسقط له علمٌ
ولا رأى الدهر في إصرارهِ خللا

دهرٌ تهاوت عروشٌ وانتهت أممٌ
من حولهم ..ومحى كف المدى دولا

وظل شعب فلسطين الخلود هنا
مكافحاً وبروح الدهر متصلا

زر الذهاب إلى الأعلى