شعر وأدب

سمر في مواجع الوطن (شعر)

قصيدة فيصل حسين حواس بعنوان سمر في مواجع الوطن (شعر)


أنا أُسَامِرُ يا سَمراءُ أشعَاري
فلا تَمُرِّي على ضوئي ولا نَاري

أنا أُسامرُ أوجاعَ البلادِ فلا
تُشَارِكِيني أوجَاعِي وأكْدَاري

أنا أُسَافرُ في الْآلَام ِ فاحترزي
أن تُصْبِحي ألماً في دَرْب أسفَاري

أَنَا أُغَامِرُ في الأخطارِ فابتَعِدِي
عنْ مَسْلَكي ودعي لي شأنَ أخطاري

أمرُّ في نَارِها وثْبَاً وأعبرها
بَرقاً وأشعلُ مِنْهَا جذوةَ الثار ِ

لا تَحْلُمي أنْ تَرَي في أضْلُعي شَجَراً
فَالحَرْبُ قَدْ أحْرَقَتْ أرضي وأَشْجَاري

واجتَثَّها حِقدُ غازٍ عاثَ في وطني
دهراً ولوَّثَ بالعاهاتِ آباري

ودَسَّ سُمَّ الخُرَافَاتِ الَّتي سَرَقَتْ
خُبْزَ الجيَاعِ وثَوْبَ الكَادِحِ العَاري

وجَاءَ باسمِ غَديرِ الدَّجْلِ يُقْنِعُنَا
بِفَضْلِ كُلِّ لئيمِ الطَّبعِ غَدَّار

تُلقي عَمائِمُها مِنْ شِرْكِها شَرَكاً
للجَاهلينَ فَتَحْدوهمْ إلى العَارِ

سَمْرَاءُ يا نكهةَ البُنِّ الَّتي سَكَبَتْ
فنجانَ قهوتِها في لَحْنِ أوتَاري

فلتَجْمَعي أُغنيَاتِ العِشْقِ واختَبئِي
في صمتِها عنْ مَدى قَلْبي وإبْصَاري

حتَّى أعودَ معَ الأحْرَارِ تَحملُني
أخبارُ نَصْري، أو تأتيكِ أخبَاري

واستقبليني غداً نصراً تُردِّدُه
صنعاءُ، وانتزعي عُنْفي وإصرَارِي

وأغمديني في جفنيكِ ثُمَّ دعي
حدّي يذوبُ بسحرٍ فيهمَا جاري

وضمِّدي فارسَ النَّصرِ الذي تَرَكَتْ
فيْهِ المنايا نُدُوبَ الجَارحِ الضَّاري

هذا الذي مَرَّ مِنْ أشغى مَخَالِبِها
وعادَ مِنْ بَينِ أنيابٍ وأظفارِ

وزغردي واجمعي الأعياد، واقتطفي
ضوءَ النُّجُومِ لها باقاتِ أزهارِ

زر الذهاب إلى الأعلى