شخصيات وسير

عارف الزوكا؛ عهد الوفاء الأخير

الأمين العام السابق للمؤتمر الشهيد عارف الزوكا؛ عهد الوفاء الأخير - عبدالسلام القيسي

لم يخطر ببال القيصر،لو خطر عارف الزوكا فيما كان يترنح يوليوش بباله لما قال: حتى أنت يا بروتوس، بل لصرخ: أين أنت يا عارف الزوكا، أين أنت..؟

يحفظ العالم سيرة القيصر الروماني يوليوس، الذي وهو يسقط صاح برفيقه بروتوس كي ينقذه من طعنات كبار روما الذين خانوه في مجلسه وفيما هو يصيح وفكر بالدفاع عن نفسه وجد أن الطعنة النجلاء كانت من بروتوس نفسه ..
وسيحفظ العالم سيرة صالح وسوف يخلد حكاية الوفاء التي سطرها عارف الزوكا للدفاع عن الزعيم في بيته، وسنكتبها،
وسوف نحولها الى نص يمثل بالمسرح وتضمه الكتب والى رواية ومسلسل تلفزيوني

عارف عوض الزوكا
يقترن اسمه بالزمن النبيل، بالحاشية المجيدة التي كانت حول صالح، بأبهة الجمهورية ومدنية المؤتمر وخبرة صالح باختيار الرجال من حوله، كان عارف وان لم يكن الأقرب الى صالح متميزا بطبيعته البسيطة،والريفية، وبسحنته القبلية، لم تغير سنوات الحكم حتى من لون وجهه ولم تمح الخدوش التي حصل عليها بطفولته من أحايين الجري وتسلق الجبال، واللعب، بقي عارف الشبواني القبيلي .

وانا أكتب هذا النص عصفت بذهني كل زوايا التأريخ لعلي أجد ما أرمز به للزوكا من حيث كانت روما الى حيث كانت اثينا الى الهكسوس والفراعين والبطالمة والى الأموي الأول والأخير والعباسي والمملوكي والعثماني والأيوبي وفتشت خفايا الكتب، درت بلحظتي هذه طرقات العوالم، الحرب والسلم، الموت والحياة، الفقر والثراء، الملوك والرعية، وعجزت عن ايجاد العارف

كان الكل، ممن تربعوا على الكراسي يشاهدونه يموت فقط وأكثرهم كان يدعو الله أن يعين صالح ولكن النهايات السعيدة لا يكفيها الدعاء لتكن، بل الفداء وحده يكتب مسيرة الغايات المجيدة وبالأخص لو كانت الوطن

عارف الزوكا؛ عهد الوفاء الأخير

لم يخطر ببال القيصر يوليوس، لو خطر عارف الزوكا فيما كان يترنح يوليوش بباله لما قال: حتى أنت يا بروتوس، بل لصرخ: أين أنت يا عارف الزوكا، أين أنت؟

يحفظ العالم سيرة القيصر الروماني يوليوس، الذي وهو يسقط صاح برفيقه بروتوس كي ينقذه من طعنات كبار روما الذين خانوه في مجلسه. وفيما هو يصيح وفكر بالدفاع عن نفسه، وجد أن الطعنة النجلاء كانت من بروتوس نفسه.

وسيحفظ العالم سيرة صالح، وسوف يخلد حكاية الوفاء التي سطرها عارف الزوكا للدفاع عن الزعيم في بيته. وسنكتبها، وسنحولها إلى نص يمثل بالمسرح، وتضمه الكتب، والى رواية ومسلسل تلفزيوني.

عارف الزوكا.. والزمن النبيل

يقترن اسمه بالزمن النبيل، بالحاشية المجيدة التي كانت حول صالح، بأبهة الجمهورية ومدنية المؤتمر، وخبرة صالح باختيار الرجال من حوله. كان عارف وان لم يكن الأقرب إلى صالح، متميزا بطبيعته البسيطة والريفية وبسحنته القبلية. لم تغير سنوات الحكم حتى من لون وجهه، ولم تمح الخدوش التي حصل عليها في طفولته من أحايين الجري وتسلق الجبال واللعب. بقي عارف الشبواني القبيلي.

وأنا أكتب هذا النص، عصفت بذهني كل زوايا التاريخ لعلي أجد ما أرمز به للزوكا. من حيث كانت روما إلى حيث كانت أثينا، إلى الهكسوس والفراعين والبطالمة، إلى الأموي الأول والأخير والعباسي والمملوكي والعثماني والأيوبي. فتشت خفايا الكتب، درت بلحظتي هذه طرقات العوالم، الحرب والسلام، الموت والحياة، الفقر والثراء، الملوك والرعية، وعجزت عن إيجاد العارف.

كان الكل، ممن تربعوا على الكراسي يشاهدونه يموت فقط، وأكثرهم كان يدعو الله أن يعين صالح. ولكن النهايات السعيدة لا يكفيها الدعاء لتكن، بل الفداء وحده يكتب مسيرة الغايات المجيدة وبالأخص لو كانت الوطن.

عارف، تهيبت الكتابة عنه مرات ومرات، ولم أجد المعنى الكافي للتحدث عنه. فهو مثله مثل آلاف الرجال، كان يستطيع أن يبقى في منزله ويشاهد من على الأخبار أخبار الثنية ورفيق دربه. فلا أحد سيلومه كما لا أحد لام الذين بقيوا في منازلهم، وسيكمل حياته داخل صنعاء كسواه، أو خارج البلد كأمثاله. وسيترك روحه مع أولاده، وسوف يظهر على الشاشات كشاهد على الحدث أو مشاهد للحدث. ولكن يأبى عارف أن يبقى فيما صديقه يترنح، يأبى أن يبقى فيما رفيقه ينتصر، وسوف ينتصر معه أو يموت معه.

في زمن الخيانات، في زمن التخلي، في زمن البيع بلا ثمن، في زمن بلا بطولة، ووقت دون عقارب، وأيام بلا وجه، وأوجه غادرت ذاتها، كان عارف عودة جميلة للمبادئ، وتضحية جليلة تعيد عهد الشجاعة، وترسم من جديد كيفية الموت حبا ووفاء، وتعمق مرة أخرى معنى أن تضحي بروحك كأنك بلا روح.

أراد صالح أن يبقيه، رباه ليخلفه. صالح الذي رأى الموت بين عينيه وفضل الموت واقفا كما تموت الأشجار، تموت واقفة. حاول صالح أن يعيده: "لا تمت يا عارف، أنت خليفتي بعد موتي. لما بعدي أنا وضعتك قبل كل هؤلاء. يا عارف، عد. اترك بندقيتك، أمامك مرحلة تالية ولك فيها شأن. ابقى للجماهير يا عارف". لكنه أبى.

معك إلى كل مكان يا علي، صحبتك حيا وميتا يا صالح. حياتي دونك لا معنى لها يا رفيقي. سأحترق دونك أو سنحترق معا. الله أكبر."

وكانت الملحمة، كتف بكتف، وطلقة بطلقة. لا تدري من يريد أن يفدي الآخر ومن وجد من أجل الآخر. ماتا معا، ضرجا الدنيا هذه بدمهما القرمزي، خطا بشجاعتهما مسودة ووصايا للخوافي من بعدهما والقوادم. ولن يشعرا بالبرد في مثواهما الأخير، يدفئ كل منهما الآخر.
مات صالح هانئا، كانت نظرة أخيرة فيها من الإخاء ما يكفي العالم وهو يرى صديقه يلفظ انفاسه بجانبه، كل منهما يرى الآخر، تحية اللحظات الأخيرة،ضحكة السكرات، وعمق السعادة، والامتنان المرسوم على و في أوجه تموت، صالح،وعارف.

فليسدل الله الستار، وليضيء خشبة أخرى لملحمة أخرى في الساحل

ملحمة بعهد النصر.

زر الذهاب إلى الأعلى