[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

ومضة من سعود (شعر)

قصيدة الشاعر هشام باشا بعنوان: ومضة من سعود (شعر)

لي في مَعانيكِ ما لا تُفْصِحُ الجُمَلُ
فما السَّبيلُ لكِيْ أحكيْ؟ وما العَمَلُ؟

ثاوٍ أمامكِ والشّعْرُ المسافرُ في
معناكِ والفِكْرُ لا يدْري متى يَصِلُ

حبيبَتي أنتِ، إلّا أنَّ حُسْنَكَ ما
تَحَدَّثَ الوَحْيُ، لا ما حاوَلَ الغَزَلُ

إليكِ أنتِ يَحجُّ الدَّمْعُ مِن مُقَلِ الدُّنيا
ومِن َشَفَتَيْها الشَّدْوُ والقُبَلُ

تَرعاكِ دَوْلَةُ إيمانٍ تَحجُّ إلى
جلالِ رايَتِها الرَّاياتُ والدُّوَلُ

مَسْنودَةٌ بجِبالٍ، إنْ مَضى جَبَلٌ
وافَى ليُسْنِدَها مِن نَسْلِهِ جَبْلُ

فالشَّعْبُ بالمَلِكِ المِفْضالِ مُحْتَفِلٌ
وحُلْمُهُ بوَليِّ العَهْدِ مُحْتَفِلُ

مُعْشَوْشِبٌ فيكِ قَلبي، يا مُرَفْرِفةً
خَضراءَ، خافِقُها باللهِ مُتَّصِلُ

في ظِلِّكِ امْتَشَقَ الإنسانُ ساعِدَهُ
إلى البِناءِ، وجافَى نَفْسَهُ الكَسَلُ

بَنَى ففَاجأتِ الدُّنيا مَدائنُهُ…
هل ها هُنا قَبْلَ يَومٍ كانتِ الإبِلُ؟!

واسْتَقْرَبَتْ أُذُنَ التّأْرِيخِ وَشْوشةٌ،
تَقولُ: إنّ رِجالَ القَوْلِ قَد فَعَلوا

ها دَوْلةٌ تَهَبُ الإنسانَ غايَتَهُ ال
أسمى، وأكثرَ مِمَّا أَمَّلَ الأَمَلُ

مُعِدَّةٌ نَفْسها؛ للذَّودِ عن وَطَن ٍ،
وعن بَنِيهِ، وعمّن بينَهم نَزَلوا

إنّ الكواكبَ بعضٌ مِن "سُعُودَ" ومِن
تلكَ السَّماءِ التي بالسّعدِ تَشْتَعِلُ

وفي "سُعُودَ" الذي ما زالَ مُنْذُ أتى
جَلالةً بنَسيجِ الحُبِّ تَشْتَمِلُ

ووالدًا للرّعايا، فهْوَ ؛ يَحْرُسُهم
بالحَزْمِ إنْ فَرَّطُوا، بالوَعْيِ إنْ جهِلوا

يَضُمُّهم كبَنِيه بينَ أضْلُعِهِ
وقَلْبُهُ في ظِلالِ العَرْشِ تبْتَهلُ

فاشْكُرْ "سُعُودَ" أبًا إنْ شَئتَ أو مَلِكًا
ببَأْسِهِ هانتِ الأعداءُ والعِلَلُ

واشْكُرْ له رأيةً عُظْمَى ومَملَكَةً
جاءتْ على الدّهْرِ لمَّا انْسَدَّتْ السُّبُلُ

وجامِعًا ، قال: غادِرْ يا شَتاتُ، ويا
مُظلومُ، إنّ ملوكَ العَدْلِ قد وَصَلوا

وقِيلَ للرَّكْبِ إنّ الرّيحَ قد هَدَأتْ
والوحَشَ واللِّصَّ والشّيطانَ قد رَحلوا

أَهَمُّ مِن نُزُلِ الإنسانِ مَسْلَكُهُ
بحِفْظِهِ يُحْفَظُ الإنسانُ والنُّزُلُ

زر الذهاب إلى الأعلى