آراء

ماذا بعد هذه الفتن في عالمنا العربي والمخرج؟

أحمد عبده ناشر يكتب: ماذا بعد هذه الفتن في عالمنا العربي والمخرج؟


يشعر العقلاء في بلداننا العربية بالخوف مما يرونه من فتن وحروب غير حضارية، وسقوط في بوحل الطائفية والقبلية والكراهية والأحقاد.

ها هو اليمن يعيش أسوأ أيامه بتسلط مليشيات الكراهية والحقد الطائفي، حيث تتجاوز وتنتهك اتفاقيات وعهوداً، بدءًا من اللقاء في صنعاء بين الأطراف بمخرجات الحوار، ثم المبادرة الخليجية، ولقاء الكويت ولقاء الأردن. كل ذلك قد تم تقويضه بوحشية من قبل المليشيات، وسط صمت دولي وعربي. لذلك، ما يجري يشكل خطرًا كبيرًا يستهدف الجميع، بوجود عصابات نهب وقتل وظائفية وعنصرية، والسيطرة على ميناء الحديدة لصالح إيران، بهدف الهيمنة على المنطقة وسط صمت دولي.

وكذلك، حرب غزة التي ما زالت الصورة غامضة، ماذا بعدها؟ وماذا يراد بها؟ الأيام قريبة لتكشف نتيجة جرائم أبشع العدوان وانتهاك حقوق الإنسان للمدنيين، وهذه لعبة تستفيد منها إسرائيل وإيران، فلا إسرائيل ضربت إيران ولا العكس، وستكشف الأيام ذلك، وصُنِعت مليشيات الحوثي وحزب الله لتُلعب جور مصالح دول أخرى.

وها هو السودان يشهد جرائم ضد المدنيين، وتفكيك الدولة، وتجويع ورعب الناس، واستنزاف مصر لتخضع لجريمة سد النهضة كامر واقعًا كجريمة تجويع مصر والسودان، وهكذا تتلاعب الممرات وتدمير المنطقة وإغراقها بالمخدرات والأسلحة للحروب.

كان في الماضي نرى لجان مصالحة من السودان والمغرب والجزائر والعراق، أما اليوم فهذا غائب. كانت الجامعة العربية رمزًا للمصالحة وجمع الصف.

يجب عدم التهاون بما يحدث وترك مصر والمملكة العربية السعودية تواجهان العدوان في البحر الأحمر، واللعبة مكشوفة. فأين الحكماء والعقلاء لإنقاذ المنطقة بعيدًا عن الانحيازات الحزبية والقبلية وغيرها؟ على العرب أن يوحدوا الصفوف ويعملوا على إحياء مقررات القمم العربية بالدفاع عن الأمة العربية وسيادتها، كما كانت قوة العرب في الإسلام ونموذج يوم التأسيس بالمملكة العربية السعودية شرفًا للعرب والمسلمين.

فهذا النموذج صورة حضارية مشرقة للأمة العربية ورسالتها للعالم، حفظ الله المملكة وقيادتها وجعلها ذخرًا ونموذجًا للعرب والمسلمين، ورحم الله الملك عبدالعزيز الذي أسس هذا الصرح الشامخ لرسالة أمتنا للعالم، التي شرف الله بها العرب جميعًا والاحتفال بهذا اليوم يذكرنا بذلك.

وعلى العرب الحذر من لعبة إيران وإسرائيل لتمزيق الدول العربية واستنزافها. إنه الوقت المناسب لليقظة ووحدة الصف، يجب رفض لعبة حيلة شرعنة مليشيات الحوثي ومليشيات حزب الله، وخطة إسرائيل في القدس وغزة. فمتى سيسعد المواطن العربي بقمة ميثاق سيادة الأمة ورفض الأمر الواقع ودور إسرائيل بالعالم العربي وسيادة الدول العربية؟

زر الذهاب إلى الأعلى