[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

خلاصة واحدة من تجربة تسع سنوات مع الحوثي

خالد سلمان يكتب: خلاصة واحدة من تجربة تسع سنوات مع الحوثي في اليمن


ما ان تُحشر الجماعة الحوثية في زاوية العزل الضيقة،وتوضع تحت الضغاطة حتى ترفع واشنطن ولندن في وجه الجميع يافطة إنقاذه وهي الأكثر مفعولية والأقل صدقية :توقفوا لدواعٍ إنسانية.

حدث ويحدث هذا من السياسة إلى الحرب وأخيراً الإقتصاد، في السياسة تم إشراك الحوثي ومخاطبته على قدم وساق وبقدر كامل من الندية مع الشرعية،ونسف قرارات مجلس الأمن، وفتح دروب ومسارات محاورته بغية إشراكه في التسوية، تحت عنوان وقف الحرب لدواع إنسانية، وبذات الدواعي الإنسانية تم إيقاف تحرير الحديدة وفرملة جموح إندفاعة القوات نحو إجتياز الكيلومترات الأخيرة وصولاً لميناء الحديدة، فأطلقت عليها وهي على قاب قوسي التحرير نار ستوكهولم، وأمدّت الحوثي بأوكسجين القوة والحياة، وطول البقاء على مشارف السيطرة على أهم ممرات التجارة الدولية، وفي الإقتصاد مازالت المخاوف وعلامات الإستفهام الكبيرة تدور بقلق، حول موقف واشنطن تجاه التدابير الإقتصادية الأخيرة التي أتخذها البنك المركزي بعدن، بشأن تنظيم حركة الأموال ووقف تدفقها نحو الحوثي، والحيلولة دون إستثمار هذا التدفق النقدي من العملات الأجنبية، في تمويل نشاطاته الحربية على صعيد تهديد الخارج، وتزييت آلة قمع المعارضين السياسيين في الداخل.

قرار تنظيم فوضى مكاتب الصرافة وقطع شريان ضخ الأموال في شرايين عصبة الحوثي تأخر طويلاً، ماساعد هذه الجماعة في تمويل نشاطاتها العسكرية، والإنتقال بجهوزيتها من السيطرة على معظم جغرافية اليمن، وشل حركة تصدير النفط من المناطق المحررة جنوباً، ومن ثم الإتجاه نحو استهداف الإقتصاد الدولي وقبله الجوار، بل وإبقاء هذا الجوار والمصالح الدولية تحت رحمة مظلة الصواريخ الحوثية، بما يتوافق مع حسابات إيران وأطماعها في المنطقة.

وإذا كان قرار إنشاء الشبكة الموحدة للأموال وتنظيم فوضى السوق المالية، قد جاء متسقاً مع وضع الحوثي في قوائم الإرهاب الدولي، فإن سابق عدم جدية الإدارة الأمريكية في تجفيف موارد صنعاء المالية، تعيدنا ثانية إلى إحتمالية واشنطن إجهاض هذا التوجه الجديد، وإعادة تنشيط الآليات المالية الداعمة للحوثي ثانية تحت ذات المبرر: تخفيف معاناة اليمنيين وعدم القطع مع الحوثي لدواع إنسانية.

واشنطن منحت أكثر من ضوء اخضر وطوق نجاة كي يستمر الحوثي قوياً في حلبة الصراع: من التساهل في تهريب السلاح والخبراء الإيرانيين إلى ستكهولم، إلى مشاريع حلول تقوم على التقاسم الإقتصادي للثروات والشراكة في إدارة البنك المركزي، ورفع القيود عن دخول السفن غامضة الحمولات.

عموماً تجربة تسع سنوات إنقلاب وكل الآثام المرتكبة تنكيلاً وتجويعاً وقتلاً وعربدة مسلحة عابرة للحدود، تفضي لإستخلاص واحد هو الأكثر واقعية: إزالة الحوثي لا حمايته وحده حاجة إنسانية.

* صفحة الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى