[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

لعلي البخيتي، بدون تحية!

كامل الخوداني يكتب: لعلي البخيتي، بدون تحية!


الساحل جبهة قتال، وعمّار صالح وطارق صالح مثلهم مثل المئات من القادة العسكريين وآلاف الجنود الذين اختاروا حمل السلاح والتحقوا بجبهات القتال على الذهاب لعواصم الدول، بينهم العشرات والمئات أبناء وأباء وأخوة وأبناء عم ومن أسرة واحدة.

إنها معركة استعادة وطن وجبهة موت وليست دار الرئاسة أو وزارة المالية أو شركة نفط حتى تكرر حديثك السامج عن الوراثة والتوريث ومطالبتك استبعاد عمّار صالح وكأنها مباراة كرة قدم.

عمّار صالح مقاتل مثله مثل بقية المقاتلين بالساحل، يحمل كفنه على كتفه الأيسر وسلاحه على كتفه الأيمن منذ أول طلقة للمقاومة الوطنية وحتى اليوم، ولا يتقاضى موازنة من الدولة. لا توجد بالساحل آبار نفط وغاز وموانئ وضرائب وجمارك بالمليارات حتى تخاف نهبها. لا يتعارض عمله مع عمل الدولة والشرعية؛ عدوهم واحد ومعركتهم واحدة، ومكملون لبعضهم عسكرياً واستخباراتياً.

هذه معركة استعادة وطن التحق بها عمّار ليشارك أبطالها من قادة وجنود، برصاصة موتها وكفنها. وليست سفارة أو وزارة أو مؤسسة إيرادية حكومية التحق بها للمشاركة في إدارتها وحكمها.

التوريث والحكم العائلي والسلالي الذي تتحدث عنه موجود الآن في صنعاء. يدير مؤسساتها، ينهب ثرواتها، يوزع مناصبها كما توزع التركة. يمكنني تزويدك بكشف مفصل لمناصب الدولة بكافة سلطاتها ومركزياتها ومحلياتها التي يسيطر عليها الحوثي وعائلته، لدرجة توزيع بعض المؤسسات والوزارات والمحافظات لبيت واحد: الأب وأبناؤه أو الإخوة وأخواتهم. هذه الدولة ومؤسساتها التي هرب الكثيرون للبحث عن حياة مستقرة، بينما حمل عمّار صالح بندقيته ليقاتل من أجل استعادتها. وكثر الله خيره.

إنها معركة يتشارك جبهاتها المئات من كل عائلة، وليست منصب عمادة كلية يجب خضوع الملتحق لشروط شغل الوظائف وشهادة حسن سيرة وسلوك. معركة استعادة وطن وبلد، معاييرها الوحيدة الرجولة والإيمان بالقضية التي تقاتل من أجلها.

بالتوقيت الذي يشن فيه الحوثيون حملتهم على طارق صالح وعمّار صالح وجبهة الساحل وقوات المقاومة الوطنية، تشاركهم هذه الحملة بمبررات وحجج أقل ما يقال عنها مضحكة وغبية، ومن أكثرها سخرية وضعك اشتراطات لمن يجب عليهم قتال الحوثي واستعادة الدولة ومن لا يجب.

سوف أضيف لك معلومة. هل تعلم أن أبناء العميد طارق صالح مقاتلون كذلك، وفي المعسكرات والجبهة مثلهم مثل بقية الجنود والمقاتلين. شفت على توريث حاجة لا يمكن السكوت عليها، صح؟

هون عليك، الحديث عن السلطة والحكم والعائلة والتوريث والبروتوكولات وشروط شغل الوظائف والسيرة الذاتية لقادة وجنود يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بجبهة قتال، يحملون رؤوسهم بين كفوفهم، لا يعلم أحدهم هل يعود لعائلته أم لا، مثير للسخرية والشفقة والضحك.

من وسط كل هذا الخراب والضياع، لا يرى علي البخيتي إلا جبهة الساحل والمقاومة الوطنية وطارق صالح وعمّار. الجبهة الوحيدة التي تضم كل أبناء اليمن بمختلف مناطقهم وتوجهاتهم، قدمت آلاف الشهداء من منتسبيها، مرابطة في مواقعها، يجمع قائدها كل ما يستطيع لدعم مشاريع المنطقة وتنميتها وحمايتها، بينما لا توجد لديه إيرادات ريال واحد. لم ير علي البخيتي مشاريع ولا تنمية ولا تضحيات ولا معركة ولا جبهة قتال ولا شهداء ولا مقابر ولا مليارات تقدم دعمًا دون اعتماد، لكنه رأى صورة طارق صالح التي علقها المنظمون. حتى صورة الدكتور رشاد لم يرها، ولا يرى مئات القادة وآلاف الجنود، فقط يرى عمّار صالح، كأنهم على كرسي دار الرئاسة داخل صنعاء، وليس بجبهة قتال وموت ومعركة، وكأن لسان حاله يقول وهو لا يرى سواهم: "وأدير طرفي أينما يممت، لا ألقى سواك".

لا تنكأ الجراح يا علي. ما زال هناك شيء من الود. نحن في جبهة قتال، وكل يوم ندفن شهداء من خيرة رجالنا، ونطالب كل المسؤولين وأبنائهم وإخوانهم الالتحاق بهذه الجبهة وبقية الجبهات لنستعيد بلدنا، والاقتداء بطارق وعمّار وبمئات العائلات والبيوت والأسر التي التحق منها آباء وأبناؤهم، والإخوة مع إخوتهم كبارهم وصغارهم. لأنها معركة شعب، لا معركة أشخاص. جبهة قتال، وليست شركة النفط أو وزارة المالية خائفين على إيراداتها.

عندما ترجع الدولة، اشترطوا. أما الآن، حرام نهي بخسه، إلا إن كان لك هناك فائدة خاصة وشخصية. مش مشكلة، ولا يهمك، اشتمنا براحتك. بالنهاية هي معركة عسكرية واستخباراتية وتنموية واقتصادية، ولابد لها من رجالها، مش رحلة ترفيهية بالمزاج: هذا ينفع وهذا ما ينفع، هذا يعجب وهذا مش عاجب.

وبس، وبدون سلام.

زر الذهاب إلى الأعلى