يمني وهاشمي، ضحايا السلالية!
سفير اليمن الأسبق في سوريا عبدالوهاب طواف يكتب: يمني وهاشمي، ضحايا السلالية!
الضحية الأولى للسلالية: طفل يمني؛ قذفت به حروب الجماعة السلالية من مدرسته إلى ميدان العمل، في ظروف حياتية، تطحن الكبير وتلتهم الصغير.
ولأنه لا يمتلك المال، بعد أن جف من منزله وحط في كهوف وطيرمانات القيادات الرسية، لجأ إلى بيع القليل من التين الشوكي، لا يكاد يغطي ثمنه قيمة حذاء رخيص له، ولكن الجوع لا يرحم.
الضحية الثانية للسلالية: رجل هاشمي، تظهر عليه النعمة والثراء. كان يعمل ممثلا قبل النكبة الرسية الجديدة في اليمن، وكان ودودا لطيف المعشر، خفيف الدم في تمثيله، محبوب في مجتمعه.
بمجرد أن تمكنت الرسية من رقاب اليمنيين، خلع الفنان ثوب الفن ولبس ثوب السلالية، وألقى بهويته اليمانية ليتسلح بهوية زيدية فارسية، ليتحول إلى كائن بشع، يأخذ لا يعطي، ينهب لا يرحم.
السلالي لم يسخر من الطفل اليمني، لأن السخرية توجه من شخص إلى آخر لغرض الإهانة والتحقير، ولم يتنمر ذلك السلالي على الطفل اليمني، لأن التنمر يصدر من شخص ضد آخر، بدوافع الكِبر والحسد والغيرة.
السلالي تعامل مع الطفل اليمني وكأنه ليس موجودا بالأصل، بل وكأنه مجرد حشرة اعترضت طريقه..
قناعتي أن الفنان نفسه ضحية للسلالية. فالمعتقدات الزيدية السوداء، والسموم السلالية تُرضع لمعظم أطفال الهاشميين مع الحليب من الصغر. فهم يغرسون في عقولهم أنهم ولدوا سادة وأحباب وأشراف ، وغيرهم مجرد عبيد ورعية وزرع عندهم. وإن السلطة والمال والبيت الفسيح واللقمة اللذيذة والثوب النظيف، حقا لهم دون غيرهم وحكرا عليهم دون بقيةالناس. أما القبيلي والرعوي فخلقهم الله لخدمة السلالي الحي، والتبرك بتربة ضريح سلاليهم الميت.
تاريخ اليمن مُثقل بخرافات سلالية مسمومة، وبممارسات عنصرية تُدمي القلب، يجب على الجميع التركيز على نفض هذه التركة اللزجة عن طرقنا ومن تفاصيل حياتنا.
من يعرف الطفل اليمني فليكرمه، وأخبروه أنه يمني، جذوره في باطن الأرض، ورأسه في السماء، حتى وإن جاع، وليفتخر بهويته اليمانية. أخبروه أن ملامح الحزن في وجه الباسم لن تدوم، وغدًا ستعود الموازين إلى طبيعتها بإذن الله.
وجه الطفل المقهور، يُدمي الحجر!