[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

اللاجئون اليمنيون في أوروبا: بين مؤامرات المليشيات وواقع مرير

صلاح يحيى الجند يكتب اللاجئون اليمنيون في أوروبا: بين مؤامرات المليشيات وواقع مرير


يعيش اللاجئون اليمنيون في أوروبا أوضاعًا صعبة ومعقدة، تتفاقم بسبب ممارسات بعض اللاجئين المزيفين، وتدخلات مليشيات الحوثي، ونقص التماسك بين أبناء الجالية.

ومن المشاكل التي يواجهها اللاجئون اليمنيون في أوروبا بطء إجراءات اللجوء، إذ يعاني اللاجئون اليمنيون الحقيقيون من طول مدة انتظار الحصول على اللجوء، بينما يحصل اللاجئون المزيفون على اللجوء بشكل أسرع، مستغلين أموالهم وعلاقاتهم، مما يجعل تزويرهم لملفات اللجوء أكثر إقناعًا.

وهناك من يعمل بجد على تشويه سمعة اللاجئين، إذ يلجأ بعض اللاجئين المزيفين إلى نشر محتوى مسيء على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تهديد اليهود في شوارع أوروبا أو القيام بصرخات الحوثي في ميادين المظاهرات في أوروبا بالميكروفونات، مما يُلحق الضرر بسمعة اللاجئين الحقيقيين ويُصعّب حصولهم على اللجوء.

وتوجد مخططات للحوثيين تعمل على اختراق صفوف اللاجئين اليمنيين، من خلال جواسيسهم وأعوانهم وتهدف هذه المخططات إلى تقديم تقارير لجماعة الحوثي عن الناشطين المعارضين وتلميع صورة الحوثيين لدى الغرب، وكذلك عرقلة حصول الناشطين والإعلاميين الحقوقيين على اللجوء وإعادتهم إلى اليمن حتى يستفرد بهم الحوثي في سجونه ويقتلهم ويتهمهم بالخيانة والارتزاق.

يُفاقم انقسام الجالية اليمنية وتشرذمها من معاناة اللاجئين، حيث ينشغلون بالصراعات الداخلية بدلاً من التعاون والتكاتف.

ومن الأمثلة على معاناة اللاجئين قصة (أ. ع): هذا اللاجئ الذي نشر مقاطع فيديو على "تيك توك" يهدد فيها اليهود في ميادين أمستردام، مما أثار خوف وغضب المجتمع الهولندي وشوّه سمعة اللاجئين اليمنيين. وبعد أن حصل هذا اللاجئ على الجنسية الهولندية، قام بزيارة اليمن وأثارت زيارته تساؤلات حول كيفية منحه اللجوء لضمان سلامته، بينما عاد إلى اليمن بعد حصوله على الجنسية. ونشرت بعض المواقع التابعة للأحزاب التي تدعو إلى تقييد اللجوء مقابلة هذا الشخص على إحدى القنوات اليمنية، مستخدمةً إياها كدليل على وجود لاجئين مزيفين لا يستحقون اللجوء.

ويتعرض الناشطون اليمنيون للتهديدات والمضايقات من قبل جواسيس الحوثيين في كل الدول التي وصلوا إليها. وزادت قناعتي بوجود جواسيس للحوثيين عندما انضممت إلى مجموعات الجاليات اليمنية في أوروبا. وبعد أن عرفوا هويتي ونشاطي المناهض للحوثيين، تعرضت حساباتي الموثقة على فيسبوك ومنصات أخرى لمحاولات اختراق. كما وصلتني رسائل تهديد ووعيد من الحوثيين على حساباتي وأرقامي الخاصة، بما في ذلك تطبيق واتساب. تُظهر هذه الواقعة بوضوح أن للحوثيين أعوانًا وعيونًا تراقب الناشطين اليمنيين في الخارج.

يجب علينا توحيد الجهود ونبذ الخلافات والتكاتف لمواجهة التحديات المشتركة. ويجب فضح ممارسات اللاجئين المزيفين وجواسيس الحوثيين، والعمل على وقفها مما يجعلنا نتفرغ لكشف جرائم المليشيات العنصرية في اليمن وكشف زيفهم. ويجب نشر الوعي حول مخاطر مخططات الحوثيين العابرة للقارات، وكذلك تعزيز ثقافة تقبل الآخر لدى اللاجئين.

معاناة اللاجئين اليمنيين في أوروبا حقيقية وقاسية، وتتطلب حلولًا جماعية وتعاونًا من جميع أفراد الجالية اليمنية في أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى