شرف الحمادي العدني الصنعاني الذي لا يرحل
فتحي أبو النصر يكتب: أي فقدان لايعوض ألم بنا - شرف الحمادي العدني الصنعاني الذي لا يرحل
فقدنا انسانا ومسؤولا نزيها وعظيم. المناضل الصلب شرف قاسم ..نلتقي في العزاء في عدن التي عشقها حتى النخاع. يوم مات أبي أتصل بي الى مصر يعزيني.كان صوته مغصوصا وهو يهديني.. يعرف أبي حين كان يدرس في كلية بلقيس ..
الوحيد الذي لايتأمر على الرفاق بل كان الموفق بين الجميع حين تحتدم نقاشات وحوارات وخلافات وجهات النظر..كان في منتدى الجاوي الثقافي روح المكان..كان الحصيف البشوش رغم الحزن والأسى على واقع ما آلت إليه الحركة الوطنية.. ما استطاعت السلط المتعاقبة شراؤة سواء قبل الوحدة او بعدها..كان لايهمه سوى الاخلاق والاخلاص في عمله وقبل ذلك كله الالتزام الأخلاقي بان السلطة مسؤولية وليست فرعنة أو هنجمة..يشهد له الجميع حتى خصومة السياسيين حين كان مسؤول أمن عدن وحين كان مستشار وزارة الداخلية العفيف الحكيم وحينها كان العليمي الذي تحول من الناصرية إلى المؤتمر هو الوزير.
ومع ذلك رغم كل محاولات إقصائه عن المشورة من هوامير الداخلية ومعظمهم حينها يستلذون بطائفتهم إلا أن العليمي يحسب له وعيه بما تمثله استشارية العم شرف قاسم.اما في أيام العمل السري فيشهد له الرفاق ببذل الغالي والنفيس. مع أسر رفاقه وهم في المعتقلات..كذلك لم تستهوية المطابزات والمحارشات مافرض احترامه على الكل . عني شخصياً له في القلب عرش. مارأيت جبلا يمشي على قدميه كشرف قاسم بل وفي عز الانكسارات والخيبات والفقدانات الوطنية. سيرة عطرة خلفها وراءه..
سيرة الحمادي العدني الصنعاني.. سيرة اليمني المتسق مع يمنيته العالية الشموخة.اعترف أنني بكيت بنبأ وفاته فلمن يكون البكاء والانذال يتكاثرون من كل جانب. كنت أرتاح وأنا ارافقه بسيارته حاملا لرئيس التحرير في الثوري وكان يزوره بروفات العدد كي يوقع عليها أو حين يراني بشارع هائل فيوقف لي ويوصلني..
كانت ذكرياته عن الحركة الوطنية منذ الكفاح المسلح زوادة حقيقية بلا ادعاء ولا باطل..يستقبل الجميع كأنه والد الجميع..قضى حياته اعزلا كشهيد. كان الحكيم الحميم المستبصر بل والداهية الأخلاقي.من الصعب الكتابة عن عمنا شرف..من الصعب لأنه أنصف الناس مسؤولا ومناضلا بل ومثقفا عضويا.. روايات جمة اعارني إياها الدكتور زيفاجو أبرزها. كان يصادق عليه الجميع لبسالته وشجاعته. مرة قال لي الراحل الكبير زين السقاف شرف قاسم هو العنوان الأخير من جيلنا في الكبرياء والعصامية. لن اقول وداعا وانما سأقول مثلك لايرحل.