[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
رئيسية

باحث يمني: أمريكا لن تسمح باتفاق سلام مع الحوثي قبل وقف هجماته بحراً

الباحث اليمني سيف المثنى  يرى أمريكا لن تسمح باتفاق سلام مع الحوثي قبل وقف هجماته ضد السفن في البحر الأحمر


بعد سبعة أشهر من إعلان الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين تشكيل تحالف "حارس الإزدهار" لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب من هجمات مليشيات الحوثيين التي تستهدف السفن التي تزعم ارتباطها بالاحتلال الإسرائيلي أو تتوجه إلى موانئه، دون أن تؤدي إلى إيقاف هذه الهجمات، ومع ذلك، يقول الباحث اليمني المقيم في الولايات المتحدة سيف المُثنى إن إدارة الرئيس بايدن تعتبر عملياتها ناجحة لأنها أضعفت قدرات الحوثيين.

ويزعم الحوثيون أن دوافع هجماتهم هو نصرة غزة التي تتعرض لعدوان وحرب إبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، وسط خذلان عربي وإسلامي ودولي حيال ما يجري.

من وجهة نظر العديد من المحللين العسكريين، لا تزال قواعد الاشتباك تحكم سلوك الحوثيين وأمريكا وحلفائها وأنه ليس هناك رغبة لتوسيع الصراع على الأقل من جانب الإدارة الأمريكية لحسابات داخلية تتعلق بالانتخابات، ويتفق مع هذا الرأي المُثنى في مقابلة خاصة مع موقع "نشوان نيوز".

ويقارن البعض مقاربة الولايات المتحدة والعديد من البلدان الغربية تجاه ظاهرة القراصنة الصوماليين مطلع الألفية وكيف تم حشود الجهود المختلفة للتصدي لها حتى اختفت، وبين العمليات الحالية ضد الحوثيين والتي تأتي ضمن تحالف أمني لا تشارك به معظم الدول الأوروبية القوية مثل ألمانيا وفرنسا، على الرغم من خطورة الوضع على التجارة العالمية نظرا لأن مضيق باب المندب تمر به حوالي ١٢ في المائة من هذه التجارة.

ولفهم هذا الوضع، يوضح سيف المُثنى، المدير التنفيذي والمناصرة لمركز واشنطن حقوق الإنسان ومسؤول الإعلام السابق في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، أن التفسير المتاح هو أن أمريكا تعتقد أن مقاربتها فعالة حتى الآن وهذا هو التقييم في البيت الأبيض وربما يكون للأولويات في المنطقة والحسابات الداخلية دور في الإبقاء على هذا النوع من التدخل. ويشير إلى أن هناك تكهنات عن وجود اتصالات بين الحوثيين وقراصنة صوماليين "لخلق فوضى كبرى في منطقة المحيط الهندي وخليج عدن وامتدادات باب المندب والبحر الأحمر"، وهذا ما يأخذه التحالف الأمني الأمريكي البريطاني في الاهتمام.

وبينما يقول الأمريكيون إن هجمات الحوثيين ضد الملاحة البحرية أوقفت جهود السلام في اليمن، يرد الحوثيون بأن هجماتهم لا تؤثر على هذا المسار وهي منفصلة وبينهما يعترف المبعوث الأممي لليمن أن التأثير حاصل بالفعل وأن المضي قدما في المسار الدبلوماسي يتطلب وقفا لإطلاق النار في غزة لأن السياق الإقليمي ألقى بظلاله على الوضع اليمني.

وحول هذه النقطة، يقول المُثنى إن واشنطن غيرت نظرتها للحل في اليمن وقد تجلى ذلك في معارضتها مضي السعودية في تنفيذ اتفاقها مع الحوثي الذي كان نتاج مفاوضات طويلة العام الماضي.

وكان من المتوقع إعلان الاتفاق مطلع العام الجاري لكن حرب غزة وما تلاها من تدخل الحوثيين في البحر الأحمر وانخراط أمريكا للتصدي لهم حال دون ذلك، وتتحدث تقارير أن أمريكا تعترض على تسليم الرياض الرواتب للحوثيين ضمن بنود الاتفاق وتعتبر ذلك في الوقت الحالي مكافأة لهم على أعمالهم التي تصفها بغير القانونية.

ويلخص الباحث اليمني في السياسة الخارجية الأمريكية ملامح رؤية بايدن للحل في اليمن في عدة نقاط مثل "بقاء التوازن الداخلي بوجود الحوثي، ووقف الحرب وانسحاب السعودية وعودة الحالة الاقتصادية ومراعاة الحالة الانسانية بالإضافة للحد من التدخل الإيراني تزامنا مع الاتفاقية الأمنية مع السعودية من خلال قوات مشتركة ودفاعات أمنية بين الدولتين".

وفي ظل تصعيد الحوثيين ضد الملاحة لن يكون هناك اتفاق سلام كما يقول المُثنى ومع ذلك يضيف بأن أمريكا تريد الحفاظ على الهدنة في اليمن التي تم التوصل إليها في أبريل 2022.

ويشترط الحوثيون لوقف عملياتهم قيام أمريكا بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي وقف الحرب في غزة ورفع الحصار عنها، لكن واشنطن لا ترى رابطا بين الحالتين وإن كانت تتوقع أن يفي الحوثيون بموقفهم في حال توقفت الحرب في غزة.

ويؤكد الباحث أن "الولايات المتحدة لن تقبل استمرار تهديد الملاحة الدولية ولو تطلب ذلك عسكرة مفرطة للبحر الأحمر، وأن اليمن قبل غزة يختلف تماماً بعد السابع من أكتوبر ودخول الحوثي في المعركة"، ويمضي متسائلا :"هل سيتوقف الحوثي أم سيذهب إلى أبعد من ذلك؟".

ويضيف "مما لاشك فيه أن الحوثي قد كسب من أحداث غزة ما يؤهله للتفاوض بيد طولى أكثر مما سبق ويعزز فرصته في أي مفاوضات قادمة بشروط أكبر، لكن ما يجهله الحوثي أن تصرفه في البحر الأحمر غيّر النظرة الأمريكية تجاه بعض القوى المناوئة له، وسوف تسعى واشنطن لتفكيكه من الناحية الاستراتيجية طويلة المدى".

ويعيد المُثنى التذكير بما يسميه الخطأ الذي ارتكبته واشنطن ولندن عام ٢٠١٨ حين ضغطتا على الحكومة اليمنية المعترف بها والتحالف العربي بقيادة السعودية الداعم لها وقف عملية تحرير مدينة الحديدة وموانئها بحجة الخشية من وقوع كارثة إنسانية والتي تحوّلت سواحلها بعد ذلك إلى منصات "قرصنة" لإيران وذراعها في اليمن على حد رأيه.

زر الذهاب إلى الأعلى