بلقيس فتحي ونفوذ تركي آل الشيخ
جمال حسن يكتب عن بلقيس فتحي ونفوذ تركي آل الشيخ
بلقيس احمد فتحي لا يفترض بها ان تنشغل بالصراع وتركز بفنها. لكن تركي آل الشيخ اصبح يمارس نفوذه على الفن بطريقة غاشمة.
طبعا الخطوات التي خطتها السعودية في موضوع الفنون ودعمها أمر جيد، ويمكن ان يستفيد منه الفن العربي، وليس السعودية فقط. لكن تركي ال الشيخ والنخب السعودية الجديدة، تفتقر لذائقة ارستقراطية. بحيث تساهم بخلق فن رفيع. ليس هناك عيب في وجود فن تجاري، ويخقق مداخيل، لكن أيضا الفن الرفيع بحاجة لرعاية رسمية.
اتمنى من الجهات العربية ان تأخذ هذا بعين الاعتبار، يجب ان نفصل بين ما هو شعبوي، ورائج، وبين ما هو فن راقي.
الفن في عصره الذهبي الأوروبي حتى بتعالي النخبة الارستقراطية كان يتمتع بحس رفيع نتيجة تراكم بالممارسات. ايضا رسوخ التقاليد، حتى في المنظرة، كان فيها حسا رفيعا.
مثلا اسرة محمد علي، ايضا كانت تتمتع بذائقة ارستقراطية. وعندما دخلت الفنون مرحلة الطابع البورجوازي، لم يكن تدخلهم بتلك الكيفية. ظهر سيد درويش بألحانه التي كانت جماهيرية، وأقل تعبيرا عن ذائقة الطبقة الحاكمة. ما يحدث في منطقتنا فيه شيء من الجنون.
بعض النخبة وصلت ذائقتها الى أن الحان بليغ حمدي هي المعيار لكل ما هو نبوغ ورفيع. حتى اننا نهول من اشياء بسيطة. مثلا قرأت ما كتبه جابر علي احمد حول القحوم، وهذا كان رأيي حين كتبت عن حفلته في اوبرا القاهرة. نحن نخلط ما بين الشعبوي والنخبوي، لأن ثقافتنا مؤطرة بالفولكلور، كذلك هو حال السعودية. ينبغي الفصل بين ما هو تراث، وبين ما هو تقدمي. عدم الفصل حاضر ايضا في ثقافتنا، فالحداثة دائما ما تكون محاصرة بالتقليدي الطافح.
لهذا على الفنان ان يتمتع بمرونة، للتكيف مع الممكن، وفرض ما يمكنه وفقا للمعطيات. وحقيقة لا يوجد تيار تقدمي في الفن، خصوصا الموسيقى، ما عدا استثناءات تكاد تكون غير مرئية، وغير متكيفة مع العصر.
لكن مثل هذا الحراك يمكن ان ينتج عنه توجهات أكثر عقلانية. لكن كيف يمكن جرها لنوع من التمايز، عن مسار يمارس حضوره بمفهوم الكم والترند، والاستعراض. مسألة بحاجة لجرأة.
طبعا هذا وانا اتحدث في واقع، رجعيته تعيدنا لعصور الظلام.