آراء

عثمان مجلي.. التعريف الحصيف لصعدة

عبدالسلام القيسي يكتب عن عضو المجلس الرئاسي في اليمن عثمان مجلي: التعريف الحصيف لصعدة


كان بجانبي في القاعة إبراهيم الجبري: كنت أستمع للرئيس العليمي، وقلت لإبراهيم: شوف.. مجلي هذا كبير، مؤكداً، إبراهيم يعرف ذلك، لكن هو همس اللحظة.. نعم، كبير، يحارب منذ عشرين سنة، قبل ومع الدولة، قبل الانقلاب وحينه وبعده، وإلى هذه اللحظة وهو يحارب، وهو الصعداوي الكامل، ويستحق أن نحتفي به ألف احتفاء.

لمن المحزن أن غادر الشيخ عثمان مجلي ولم نعطه حقه، أن نخصص لذاته توليفة عظيمة من الامتنان، وأن نعيد تعريف صعدة التي لا يعرفها أغلب الناس. فصعدة ليست الكاهن فقط، بل مجلي هو التعريف الحصيف لصعدة، الرجل المقاوم، الصلب الصلد الشجاع، ومن فعلها كل مرة، ولا زال يفعلها، ويستحق استقبالاً لوحده، ولو أننا فعلناها، ليتنا فعلناها، وأعطيناه درع النضال، ومنحناه قلعة القاهرة ليتعمم بها، تكريماً لنضاله.

أتى مجلي تعز، عضواً لمجلس القيادة، ولم أرَ فيه إلا الشيخ عثمان مجلي، شيخ صعدة، وهذه عندي أكبر من مجلس قيادة، هذه عندي هي المكرمة، وهو عندي بندقية، هو عندي الذي صمد عام 2011 بينما الكل يتعاركون في صنعاء على الكعكة، كان يعارك الكهنة ويحمي صعدة، ولولا التخلي وكثرة الكهنة، لكان غادر شجاعاً، ولما كانت هذه الكارثة، وجع.

ولو بعد الفوات يا شيخ عثمان: قسماً إنك كل مقاتل وكل مقاوم أنت، وأنت بمرورك في تعز منحت كل تعزي، بخط التماس، عزيمة من عزيمتك، ومن شموخك كان الشموخ، وستكون ذات يوم وأنت كذلك من الآن مثالاً أسمى لليمني الكبير، يمني لا يهادن، ولا ينحني. لقد سبقتنا جميعاً بالرفض، سبقت كل بلاد، وفوهتك أنجبت كل فوهة على امتداد الكرامة، ومنك وفيك وإليك تحج كل المحامد.

زر الذهاب إلى الأعلى