[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

العكفي الجديد في اليمن!

د. عبدالوهاب طواف يكتب عن العكفي الجديد في اليمن!


لو ركزت الدولة الوليدة بعد ثورة سبتمبر 1962 على تعزيز الهوية الوطنية في اليمن، وعلى توحيد التعليم، ورفع وعي الناس بالولاء الوطني، وترسيخ قدسية ثورة وثوار سبتمبر، والعمل على نشر المدارس والتعليم الحديث في كل مناطق البلاد، لكانت جذور الإمامة قد انتهت.

تمت إزاحة أسرة آل حميد الدين في سبتمبر 1962، ولكن تُرك مشروعهم الزيدي السلالي حيًا يُرزق، ليتمدد لاحقًا انطلاقًا من صفوف الدولة ومن أروقة مؤسساتها عن طريق الجيل السلالي الجديد، لينتج لنا اليوم ثمرة أكثر سُمّية اسمها بدر الدين.

لو ركزت الدولة على ترسيخ الثقافة الوطنية، لما كنا شهدنا اليوم زمنًا أغبر نرى فيه قيادات يمنية كانت تحتل مناصب مهمة في صفوف الدولة الأولى، قبل أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة لمشروع الإمامة، وإلى مجرد عُكف جدد بربطات عنق أنيقة.

لو اهتمت الدولة قبل 2011 بتحصين الأجيال من سموم الإمامة السلالية، وتعليمهم فضائل منجزات الـ26 من سبتمبر، ما كنا رأينا اليوم بعض أبناء وأحفاد مناضلي الـ26 قد تحولوا إلى عُكف جدد تحت أقدام بقايا الإمامة.

أكبر الكبائر أن يتم تعيين شخص في جهاز من أجهزة الدولة اليمنية وهو جاهل بتاريخ الإمامة، وأمي في معرفة مخاطر وسموم وشرور الزيدية.

مثال على ذلك:

لو قرأ المسؤول عن إدارة طيران اليمنية عن جرائم أسبوع واحد فقط من تاريخ السلالة السلالية المظلم في اليمن، لما كان ليسمح بتواجد أربع طائرات في لحظة واحدة في مطار يرزح تحت سيطرة تلك العمائم السوداء.

وما أكثر الجهلاء والأميين والمحايدين اليوم في أجهزة الدولة!

مشكلتنا تكمن في جهل كثير منا بماضي الإمامة الملطخ بالآلام في بلادنا.

ضعفنا يأتي من أُمية كثير من ساسة اليمن ومثقفيه بتاريخ حضارتهم اليمانية العظيمة.

طابور طويل من القيادات التي تحتل مناصب مهمة في الدولة اليمنية، همهم الأول والأوسط والأخير هو البقاء في المنصب، أو الانتقال إلى منصب آخر إذا طُردوا من الأول، غير معنيين بالقضية الوطنية، وغير مهتمين بالإسهام في تحرير اليمن من المشروع السلالي المميت.

هزائمنا تأتي من جبهات سلبية، وحياد طابور طويل من شخصيات هامشية تسلمت في يوم أسود مفاصل مهمة في الدولة، وفرطت بها، بينما خصوم اليمنيين السلاليين يرضعون أطفالهم ليل نهار مع حليب أمهاتهم سموم عقائدهم العنصرية، وخزعبلاتهم المذهبية الماضوية، التي ترسخ في أذهانهم علو شأنهم وقدسية أقدامهم وصفاء عرقهم على اليمنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى